وضع الضمكاويون حدا لمعاناتهم ولوضعهم بين أندية الثانية والعودة إلى موقعهم الطبيعي بين أندية الدرجة الأولى بعد رحلة عمل دؤوبة ومشوار طويل وشاق تخلله الكثير من الصعاب والعقبات التي تجاوزها بعزيمة الرجال وإصرار الأبطال، مسجلين لأنفسهم إنجازا مزدوجا بالعودة للأولى والتتويج بلقب دوري الثانية لهذا الموسم وتوشحهم بالذهب معيدين للأذهان الحضور القوي والمشرف لفارس الجنوب كفريق له "كاريزما" وشخصية البطل، فتحقق لأهالي خميس مشيط الآمال المعقودة على ممثلهم وفارسهم البطل. تخطيط متقن وعمل دؤوب عندما نتحدث عن الإنجاز ومن يقف خلفه نجد أن هناك عملا دؤوبا وتخطيطا متقنا وتنفيذا على أعلى مستوى، بدءاً من إدارة النادي المثالية برئاسة الخلوق والمخلص محمد الغروي الذي بذل ومجلس إدارته ما بوسعهم لتسجيل هذه اللحظة، والقريبون من الجميع والحريصون على لم الشمل والالتفاف حول الفريق والابتعاد باللاعبين عن المؤثرات بأبعادها وأهدافها وتأثيراتها كافة، فكان النجاح حليفهم بعدما أسهمت التدخلات المباشرة وخلافها في بقائهم في دوري الدرجة الثانية لثلاثة مواسم كانت بمثابة الدرس القاسي لهم. اللاعبون يحدثون الفارق بالعودة للإنجاز وما سجل للنادي من حضور قوي نجد أنه يقف خلفه لاعبون أحدثوا الفارق من خلال تميزهم بالحضور الذهني والفني المدعوم بالإصرار والعزيمة على إعادة الفريق إلى مكانه ووضعه بين أندية الأولى، وهو ما لمسه المتابعون والنقاد قبل القريبين من الفريق حيث اتسم أداؤهم بالجدية لتحقيق حلم وآمال عشاقهم ومحبيهم فكان لهم ما أرادوا بدءا من تصدرهم لمجموعتهم عن جدارة ومن ثم الفوز بلقب الثانية خارج أرضهم بعدما تمكنوا من الفوز في مواجهة الإياب بالأحساء على ملعب نادي النجوم متصدر المجموعة الأولى بهدف سجل في الشوط الإضافي الثاني عن طريق المدافع الأيمن خالد ساقان بعد أن خيم التعادل السلبي على المواجهتين ذهاباً وإيابا قبل الاحتكام للأشواط الإضافية لحسم البطولة، والتي نقلها أبطال ضمك لعشاقهم بمنطقة عسير أجمع ولمحافظة خميس مشيط تحديدا على وجه الخصوص. المعالج يعالج الأمور المستويات الفنية والحضور القوي الذي قدمه الفريق وقدمته بالتالي للأضواء من جديد خلال منافسات الموسم، يقف خلفها مدرب متمكن وحازم توجهم خلالها بالأهم والمهم الصعود ولقب الثانية معا، والمدرب التونسي محمد المعالج نجح في رسم خارطة الطريق للفريق هذا الموسم ووضع حدا لمشاركاتهم السلبية بمنافسات الثانية، وساهمت الخلفية السابقة التي يملكها المدرب عن أحوال وأوضاع الفريق في تشخيص حالته ووضعه للحلول العاجلة المناسبة له، وكشفت عن إمكاناته وقدراته كمدير فني متمكن اكتسب خبراته الميدانية وجديته في تطويره لقدراته الفنية من خلال عمله السابق كمدرب مساعد لعدد من المدربين من أبناء جلدته، وساهم عمله مع ضمك قبل نحو خمس سنوات كمدرب مساعد للتونسي سليم المانجه، في تسهيل مهمته وتذليل الكثير من الصعاب والعقبات. وللمدرب نجاحاته ومساهماته السابقة مع عدد من الأندية التي سبق له العمل فيها كمدرب مساعد بالصعود معهم للممتاز كفريقي النهضة والخليج، كما أنه عمل مع الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأولمبي، وهو تأكيد على ما يتمتع به من إمكانات وقدرات فنية عالية. كسب الضمكاويون المدرب الذي نجح في قيادتهم للتفوق الميداني بكل اقتدار بعد أن منحوا مواطنه خليل عبيد الإعفاء المبكر بعد خمس جولات مكثها مع الفريق كانت كفيلة بالاستغناء عن خدماته في قرار حازم وجريء، وفي الوقت المناسب وقبل فوات الأوان، فكانت الانطلاقة الحقيقية للفريق نحو الصعود. ضربة معلم لعل من المكاسب التي حققتها إدارة النادي وتسجل لها، نجاحهم في المحافظة على المدرب لقيادة الفريق بمنافسات الأولى والتجديد معه للموسم المقبل بالإجماع عطفا على ما قدمه من عمل فني كبير ونجاحه في معالجة كثير من القصور الفني للاعبين داخل الملعب وتوظيفه المثالي لقدراتهم ميدانيا والأفضلية التي كان عليها الفريق خلال مشواره في الدوري، والاستفادة من جميع العناصر والخامات التي تم استقطابها من خارج النادي لتدعيم صفوفه. دولي عاجي ومواليد من الأمور المفرحة للضمكاويون اقتراب رئيس النادي محمد الغروي والعائد أخيرا من رحلة تعاقدات خارجية، نجاحه مع مدرب الفريق في التوصل إلى اتفاق شبه نهائي مع مهاجم أفريقي دولي له قيمته الفنية كلاعب هداف من ساحل العاجل يلعب بأحد دوريات الأندية العربية لدعم الفريق بخدماته والتوقيع النهائي معه قريبا، إضافة إلى توصله إلى اتفاق مع لاعبين أجنبيين مميزين من مواليد المملكة من خارج المنطقة لدعم الفريق، مع تصعيد خمسة لاعبين من الفريق الأولمبي، الذين كانت لهم مشاركات متقطعة مع الفريق بهدف إكسابهم مزيد من الاحتكاك والخبرات الميدانية لتأهيلهم بشكل أكبر للمرحلة المقبلة. كما أنهى خلال رحلته التعاقد الرسمي مع أجهزة فنية للفئات السنية لكرة القدم من مصر، وتأتي ضمن خططهم التطويرية لألعاب النادي. لجنة خماسية المرحلة المقبلة للفريق تتطلب جهدا مضاعفا وإعدادا علميا وعمليا منظما، ووضع خطط استراتيجية مدروسة، وخطة عمل مبرمجة وموضوعية لضمان نجاح الفريق بمهمته المنتظرة في منافسات دوري الأولى الموسم المقبل، بدءا من استقطاب لاعبين أجانب مؤثرين ممن يراهن عليهم الفريق ويحدثون الفارق والإضافة الفنية المطلوبة بعيدا عن الاجتهادات الفردية التي ستكلفه الكثير من الجهد والمال، ولعل بوادر هذا التوجه بدأت تظهر خلال تشكيل لجنة خماسية "فنية، إدارية" برئاسة رئيس النادي المشرف العام على الفريق محمد الغروي وعضوية مسؤول الأنشطة الرياضية بوزارة الحرس الوطني بالرياض العميد دعيرم الشهراني وغرم العُمري وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم المشرف العام على المنتخب الأولمبي صالح أبونخاع، إضافة للمدرب محمد المعالج لوضع التصورات وتحديد الاحتياجات الفعلية للفريق وآليات متطلباته واحتياجاته للمرحلة المقبلة التي تتطلب كثيرا من التركيز، ولوضع الاحتياجات والأولويات وفقاً لمتطلب المرحلة ومدى الاستفادة من اللاعبين المنتظرالإعلان عن الاستغناء عنهم نهائيا أو اللاعبين الذين سيتم استقطابهم بنظام الإعارة من أندية الممتاز من أصحاب الإمكانات الجيدة، التي تكون إضافة فنية للفريق وتساهم في تدعيم صفوفه بعيدا عن الاختيارات العشوائية والاجتهادات غير المجدية، سعيا إلى تثبيت أقدام فارس الجنوب بقوة ومن ثم البحث عن المنافسة على الصعود لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، الذي هو مطلب وحلم كل ناد، وهذا الأمر ليس بالمستحيل تحقيقه أو بلوغه طالما أن الرؤية والرسالة والهدف واضح أمام الجميع وهو المهمة التي تعمل إدارة النادي على تحقيقها. مجلسان مؤثران يحسب للمجلسين الشرفي والتنفيذي للنادي تعاطيهما وتفاعلهما مع الإدارات المتعاقبة، ما منح ضمك الثقة والاستقرار الإداري لقيادة ألعابه بالشكل المأمول، ويمثل رمز النادي الكبير الرئيس الفخري لهيئة أعضاء الشرف الشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط، العمودي الفقري للنادي والداعم الأكبر له منذ تأسيسه وحتى الآن وهذا ما يميز ضمك عن بقية أندية المنطقة، إلى جانب وقفات عضوي الشرف البارزين الشيخ محمد بن راشد الجربوع وحسن معجب الحويزي، التي كان لها الدور الأكبر خلال رحلة الصعود الأخيرة سواء بدعمهما المادي أوالمعنوي غير المستغرب منهما. الإنجاز الأخير يفرض على الجميع الالتفاف حول النادي سواء شرفيين أو رجال أعمال بالدعم ماديا ومعنويا لتحقيق الآمال المعقودة، ولا ننسى الدور الكبير للمجلس التنفيذي المنبثق عن هيئة أعضاء الشرف برئاسة محمد عبدالعزيز بن مشيط أحد الرؤساء الناجحين في فترات سابقة، الذي يقف إلى جانبه فريق عمل ذهبي متحمس متمثل في نائبه حيدر أبو ملحه، وعضوية خالد الجربوع وصالح أبونخاع وحسن الحويزي وسعيد عوير ومحمد حسين القحطاني وأحمد زعمور والأمين العام للمجلس عبدالله مليح، الذين يمثلون أنموذجا يحتذى به وخطوة تسجل للكيان لما لهم من أدوار رئيسة وخفية تصب لصالح النادي، فجميع محبي وجماهير فارس الجنوب يثمنون ويلمسون جهودهم المبذولة ومساهماتهم في تذليل العقبات والمشاكل التي تعترض طريق ألعاب النادي. مدربون انطلقوا من ضمك ساهم ضمك على مدى السنوات الماضية في الانطلاقة لعدد من المدربين "التوانسة" الذين كانت بداياتهم خلال الإشراف الفني على الفريق الكروي، ومن ثم أتيح المجال أمامهم للانطلاق والتدريب بين أندية الدرجتين الممتاز والأولى، ومنهم جميل قاسم الذي ساهم في صعود العروبة قبل موسمين للممتاز ومن ثم القادسية في الموسم الجاري، ومحمد الدو وجلال قادري مدرب الخليج الحالي وهادي الوالي مدرب الرياض ومن قبل الفيحاء، وزهير اللواتي الذي درب أبهاوالرياض، إضافة إلى سليم المانجه مدرب أولمبي العروبة حاليا، ويعد ذلك أحد النجاحات التي تحسب وتسجل لإدارات ضمك، ولعل المدرب الحالي محمد المعالج واحدا من الخيارات الموفقة للإدارة، وهذا تأكيد على حسن اختيار ضمك للأجهزة الفنية وبُعد النظر والرؤية الثاقبة لدى مسيريه. الالتفاف الجماهيري للجماهير الرياضية دور مهم ورئيس في دعم الفرق الكروية بالحضور الكبير المؤثر والتشجيع والمؤازرة والتحفيز للاستمرار في تحقيق أفضل النتائج والإنجازات، وهذه للأسف خاصية تحظى بها فرق عدة ويفتقدها ممثلو أندية عسير وتحديدا أبها الذي ودع دوري الأولى بهبوط مرير للثانية وضمك الصاعد حديثا للأولى من خلال العزوف الجماهيري غير المبرر، والمتابع لجماهير الناديين يلمس الحضور المتواضع جدا ودورهم السلبي. وضمك بحاجة خلال مهمته المقبلة إلى تكاتف والتفاف جماهيري كبير ودعم قوي لا جماهير صامتة سلبية الأدوار والمهام.