عادل بن محمد فقيه، وزير العمل ثم الصحة ثم الاقتصاد والتخطيط، تاجر صافولا وابن التجار في قلب مكةالمكرمة، وهو الرجل الذي أحبته الوزارات، يبلغ من العمر 55 عاما، وحصل على الشهادة الجامعية "بكالوريوس الهندسة الصناعية"، ثم تدرج في قطاع العمل الخاص، ليتولى في فترة سابقة رئاسة مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمدينة جدة، ثم ترأس مجلس إدارة شركة صافولا، قبل أن ينتقل للعمل الحكومي البحت كأمين لجدة عام 2005م. المهندس عادل فقيه، جاء إلى وزارة العمل في أغسطس من عام 2010، وهو يحمل كافة معلومات القطاع الخاص الذي خاض فيه تجارب عدة، سواء في عضويات مجالس إداراتها، أو رئاستها، وهي معلومات كانت الساعد الأيمن له لتحقيق تطلعات القيادة نحو "توطين وظائف القطاع الخاص". ورغم أن المهندس عادل فقيه، هو "ابن التجار" كما يقال، إلا أنه أيضا ابن الشاعر ورجل الأعمال محمد بن عبد القادر فقيه، فجوانب فنون "الشعر" و"الإقناع" جعلته يتحلى بقدرة المواءمة بين التجار "الغاضبين" من "التوطين"، وبين فرض هذا الإجراء الذي تحتمه الظروف الراهنة، لإحلال السعوديين والسعوديات بدلا من "الوافدين" في وظائف القطاع الخاص. ولا يمكن لأي منصف أن يتجاهل ما حققته وزارة العمل في عهد فقيه من إنجازات، سواء على مستوى أعمال "التوطين" أو على مستوى الخدمات التي أصبحت تقدم لقطاع الأعمال سواء التقنية أو اللوجستية، وما أحدثته برامج "نطاقات" و"طاقات" من غربلة شاملة صححت مسار الكثير من شركات القطاع الخاص لتحقيق فائدة التجار واستفادة المواطن في آن واحد. الشعارات التي تحقق أهدافا محددة، كانت هي السمة الأبرز في كافة الإدارات التي تولاها عادل فقيه، بدءا من "جدة أمانة.. فلنؤد الأمانة"، الشعار الذي أراد منه أن يعمل كل موظف بمبدأ "الأمانة" قبل كل شيء، ووصولا إلى شعارات البرامج الحالية لوزارة العمل ك"نطاقات ذي الألوان الثلاثة" و"طاقات للتوظيف" و"معا" لقياس الرأي قبل القرار، و"توافق" لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تمكن من توظيف 17 ألفا منهم، و"جاهز" لتوظيف المبتعثين. لم يواجه فقيه معارضي برامج "التوطين" أو تأنيث قطاعات المستلزمات النسائية بالجمود أو الصراخ، بل استقبل كل من له وجهة نظر تحت شعار "نأخذ بالنصيحة لتحقيق الهدف العام"، فكان صارما في تحقيق اشتراطات التأنيث وتوفير البيئة المناسبة لعمل المرأة، كما كان صارما في إلزام كافة هذه المحلات ب"التأنيث"، ويسعى لإرضاء الجميع "الموظف والتاجر والمعترض" شرط ألا يتأثر "الصالح العام". وفي جانب الانفتاح على الإعلام والمجتمع، كان ل"فقيه" الرضا من الأغلبية، لا يمتنع عن التصريح في أي شيء يخص وزارته، في أي مناسبة، بل وجه دعوات في كل من الرياضوجدة، هدفها لقاء الصحفيين وكشف أوراق وزارته للجميع، ومع كل هذا إلا أنه يمتلك أيضا ملكة "الإجابة الدبلوماسية" للهروب من أي مأزق يواجهه في أسئلة الصحفيين.