عبر الشارع السعودي في المنطقة الشرقية، عصر أمس ومساءه عن روح احتفالية مفعمة بالوطنية، عبر موجات بشرية احتشدت في مسيرات كرنفالية شهدتها الطرق والساحات في المدن والمحافظات. وأحيا آلاف من المواطنين وعشرات من الأجهزة الحكومية سلسلة من الاحتفالات الرسمية والشعبية شملت فعاليات نظمتها مؤسسات حكومية وأهلية احتفاء بيوم الوطن في ذكراه الثمانين. وتركزت الاحتفاليات في مدينتي الدماموالخبر، عبر مسيرة رئيسة من جزءين، بدأ الجزء الأول منهما في الواجهة البحرية بمدينة الدمام بعد صلاة العصر مباشرة، وانطلقت من طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شكل قافلة طويلة من المركبات احتلت اتجاها كاملا بمساراته الثلاثة وامتدت لأكثر من ألفي متر، واصطف آلاف المواطنين والمقيمين على جانبي الطريق ملوّحين بالأعلام في مشهد كرنفالي استثنائي. رسمي وشعبي تحركت المسيرة بوجود رسمي قوامه 350 مركبة، ومئات أخرى من سيارات المواطنين، وقرابة 80 دراجة نارية، فضلا عن سيارات الشرطة والمرور وأمن الطرق وقوات الطوارئ الخاصة. ولفتت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الأنظار بمشاركة أعضائها في سياراتهم الرسمية في المسيرة. ونجحت الجهات الأمنية في حماية المسيرة من الارتباك منذ البداية، وصممت خطة لتسييرها في طريق واحد لا تتداخل معه التقاطعات والمنافذ لتأخذ المسيرة طريقها وسط مكبرات الصوت التي بثت الأناشيد الوطنية. وقد واصلت طريقها في اتجاه محافظة الخبر، عبر الطريق الساحلي، والتحقت بها سيارات مواطنين ومقيمين لتصل إلى مدينة الخبر في الرابعة و49 دقيقة، وتلتحم هناك بقافلة أخرى من السيارات المتأهبة. وفي غضون دقائق قليلة بدت الواجهة البحرية في الخبر قطارا بلا نهاية من السيارات ومزيجا متلاحما من المواطنين والمقيمين الذين تزاحموا لإحياء المناسبة والمشاركة فيها. وقد اختتمت المسيرة جزءها الأول في واجهة الخبر وسط تحسب مروري وأمني دقيق، روعيَ فيه انسيابية الحركة، وإتاحة المجال أمام تدفقها الكثيف، وخفض الاختناقات المرورية إلى الحد الأدنى. الجزء الثاني أما الجزء الثاني من المسيرة فقد بدأ في الثامنة و25 دقيقة ليلا، منطلقا من الواجهة البحرية بالخبر، في مسيرة راجلة تقدمتها فرقة موسيقية عزفت أهزوجة "يا الله يا الوالي احفظ وطنّا .. يا الله يا الوالي احفظ ملكنا"، ولحقت بها جموع غفيرة من المواطنين، وفرق كشافة، وموظفون من الأجهزة الحكومية. وتداخلت التلويحات بالأيدي والأعلام الوطنية وصور خادم الحرمين وولي العهد والنائب الثاني في مشهد توحدت في تفاصيله مشاعر المواطنين. وقد غلب الوجود الشبابي على الحضور الاحتفالي، وبلغ الحماس ذروته في المسيرة التي أخذت طريقها في اتجاه ساحة العرض بالواجهة البحرية لمشاهدة العروض المختلفة التي أعدتها لجنة تنظيم المناسبة. وفي الموقع نفسه أطلق المحتفلون منطاد "الحب والولاء" في سماء الخبر وسط عاصفة من التصفيق البهيج. مسيرة ناجحة وشهدت المسيرة تنظيم برنامج للتبرع بالدم قامت عليه الشؤون الصحية في المنطقة، وخصصت فرقا طبية في خيمة متكاملة التجهيز. كما جندت الشؤون الصحية ثلاث فرق إسعاف وثلاث فرق طبية لمواجهة أية مشاكل محتملة تفاجئ المشاركين في المسيرة. كما قدمت لجنة أصدقاء المرضى التابعة لغرفة الشرقية لدعم المسيرة. وشهدت المسيرة كذلك مشاركات تطوعية كثيرة من قبل مواطنين وموظفين وطلاب، في توزيع مطويات، وإرشاد الجمهور، والإسهام في تنظيم حركة السير. وأظهر الأداء الذي قدمته الحشود نجاحا مشهودا، على الرغم من طول امتداد المسيرة، وانتقالها بين مدينتين، وكثرة عدد المركبات وزحام الحشود البشرية غير المسبوق. وساعدت الاستعدادات الأمنية المسبقة على انسيابية الحركة واستيعاب الأخطاء وتلافي المشاكل غير المقصودة، وهو ما منح سكان المنطقة الشرقية يوما استثنائيا بامتياز عبروا فيه عن روح وطنية معنية بتاريخ الوطن ومستقبله.