شهدت الميادين الرئيسية في جدة مساء أمس احتفالات مختلفة للمواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بالذكرى الثمانين لتأسيس الوطن، وسط أهازيج وفلكلورات وطنية عديدة حملت شعار "اليوم يومك يا وطن". وفي الوقت الذي اكتظ فيه شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز "التحلية" بسيارات المواطنين المحتفلين بطول الشارع البالغ أكثر من 10 كيلومترات من الشرق إلى البحر غربا، كثفت الجهات الأمنية من دورياتها للمحافظة على الهدوء، وانسيابية الحركة في هذا الشارع الحيوي والشوارع المؤدية إليه. وشهد كورنيش جدة ازدحاما كثيفا لسيارات الشباب التي كساها اللون الأخضر منذ وقت مبكر من عصر أمس، واختلطت فيه أهازيج الشباب والمارة بأصوات مكبرات الصوت التي صدحت بمختلف الأغاني والأناشيد الوطنية، وتحول كورنيش جدة إلى بقعة خضراء امتدت من كورنيش الحمراء جنوبا، وحتى شرم أبحر شمالا. إلى ذلك، شهدت البنايات مشاركة أعداد كبيرة من الأسر في احتفالات اليوم الوطني وهي في منازلها، وذلك عبر إبراز الأعلام الخضراء من شرفات البنايات على طول الشوارع الرئيسية في جدة، وارتفعت من شرفات المنازل أهازيج مختلفة للأغاني الوطنية، وارتدى الأطفال الذين خرجوا إلى الشوارع القمصان الخضراء، حاملين أعلام المملكة. إلى ذلك، شهدت مختلف محلات تزيين السيارات منذ صباح أمس زحاما كثيفا من قبل الشباب الذين قصدوا هذه المحال لتغيير ملامح سياراتهم عبر تغطيتها بالأعلام الخضراء، وكتابة مختلف العبارات احتفالا باليوم الوطني، كما شهدت الإشارات المرورية في التقاطعات الرئيسية عمليات بيع مكثفة من قبل بعض الشباب لأعلام المملكة، والشعارات الخضراء التي حملت عبارات مختلفة تمجد الوطن وقادته، وصور خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، والنائب الثاني. وبالرغم من الانتشار الكثيف لدوريات المرور في مختلف التقاطعات والميادين الرئيسية بجدة، إلا أنها لم تعترض على أي شكل من أشكال الاحتفال باليوم الوطني إلا في حدود بعض الحالات التي يمكن أن تعرض المحتفلين للخطر كتغطية الزجاج الأمامي للسيارات، واكتفت بتنظيم الحركة، وفك الاختناقات المرورية في الشوارع والميادين الرئيسية. ولأن جدة مدينة تحتضن أعدادا كبيرة من مختلف سكان مناطق المملكة، وأعدادا كبيرة من المقيمين، فقد تنوعت احتفالاتها التي ظهرت إلى الشوارع أمس باختلاف عادات وتراث أهلها. ففي الوقت الذي طغى فيه فلكلور المزمار والسامري على احتفالات أهالي جنوبجدة، شاركت أعداد كبيرة من الجالية المصرية في احتفالات اليوم الوطني السعودي، وتركزت احتفالاتهم في شارع الجامعة، عبر أهازيج واستعراضات مختلفة شاركهم فيها الشباب السعوديون الذين استمرت احتفالاتهم في الشوارع حتى فترة متأخرة من ليل أمس. وفي ذات الصدد، لم تثن كارثة سيول جدة التي حدثت العام الماضي أبناء سكان وأحياء بعض أهالي أحياء شرق جدة التي اجتاحتها السيول من المشاركة في احتفالات اليوم الوطني، وشهدت عدد من شوارعها خروج الشباب والأطفال حاملين صور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وأعلام المملكة، ولوحات فنية تزينت بعبارات الولاء للوطن وقادته. وأوضح كل من ياسر المحمدي، وفهد الصبحي، ومسلم اليوسف أنهم عمدوا إلى تغيير ألوان سياراتهم إلى اللون الأخضر احتفالا بعيد الوطن، وتجولوا في الشوارع الرئيسية بجدة، وسط رفع أصوات مكبرات الصوت التي تنشد بأهازيج وأغان وطنية. ورفضوا أن يكون هناك أي نوع من أنواع إيذاء المارة في الشوارع، أو التسبب في إحداث الزحام، وتكدس السيارات، مؤكدين وأن ذلك يعارض حب الوطن، ويستوجب العقوبة من قبل قوات الأمن التي انتشرت في مختلف الشوارع.