اتهم شقيق المبتعث محمد الغنام المختفي منذ 17 يوما في ولاية تكساس الأميركية، السفارة والملحقية السعودية بعدم التفاعل وأن دورهما في القضية كان دون المستوى. وقال علي الغنام ل"الوطن" أمس، "شقيقي اختفى يوم 28 من الشهر الماضي بعد أن غادر تكساس متوجها إلى مدينة هيوستن، والسفارة لم تتصل بي إلا أمس، وبعد مرور أكثر من أسبوعين على الواقعة". واكتفى قسم الشؤون الثقافية والاجتماعية في الملحقية الثقافية بواشنطن، في رده على "الوطن" بأن القضية أحيلت إلى الجهات المختصة دون إيراد أي تفاصيل. بعد مرور 17 يوما على اختفاء المبتعث محمد عبدالمحسن الغنام الذي يدرس في ولاية تكساس، انتقد كل من شقيقه علي وزوج شقيقته يحيى السفارة والقنصلية السعوديتين في أميركا، وأكدا أن دورهما في القضية كان دون المستوى. وروي علي الغنام، الشقيق الأكبر لمحمد، والمبتعث هو الآخر لدراسة الماجستير في جامعة أتلانتك بفلوريدا، ملابسات واقعة الاختفاء، قائلا "استقل محمد الباص في 25 من الشهر الماضي من مدينة سان أنتينيو متوجها إلى مدينة هيوستن، إذ التقى بعمه، وغادرا معًا لمدينة نيواورلاينز بولاية لويزيانا، وبعد قضاء يومين هناك غادر عمه عائدا لمقر دراسته في ولاية أركنساس، وفي يوم 28 من الشهر الماضي سجل محمد خروجه من الفندق حوالى الساعة الثانية ظهرا، بعد أن أرسل من جواله رسالة إلى عمه عبر برنامج واتساب" ليطمئن على وصوله، واختفى بعد ذلك". وأوضح أن "ما ورد في بعض الأخبار المنشورة من أن هاتف محمد ما زال يعمل ولكن لا أحد يجيب معلومة خاطئة، والحقيقة أننا فقدنا التواصل مع أخي بأي وسيلة من ظهر يوم 28 مارس، وهاتفه الجوال مغلق من ذلك الحين". وأشار الغنام "28 عاما" إلى أن شقيقه محمد البالغ من العمر 25 عاما من مدينة الهفوف ومبتعث لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة تكساس بمدينة سان أنتنيو، هو الأخ الثالث، حيث إن لهما شقيقا اسمه عبدالله وعمره 23 عاما، وهو مبتعث للدراسة في ولاية أريزونا، بالإضافة إلى أختهم التي كان محمد يقيم معها هي وزوجها. وأوضح أنهم يعيشون حالة ترقب وضغط نفسي قاسية منذ الواقعة، يقول "وقفنا مكتوفي الأيدي أمام الجهات الرسمية في ولاية تكساس، ولم نستطع تمثيل أخينا قانونيا، خاصة مع عدم تسجيل الشرطة للواقعة كحالة اختفاء، لكون شقيقي رجلا بالغا"، مشيرا إلى أن ما جعل الموضوع أكثر تعقيدا أن الجهات الأمنية في تكساس حاولت التخلي عن القضية وإحالتها إلى ولاية لويزيانا للاختصاص. وعن مدى تفاعل السفارة السعودية في واشنطن مع القضية قال الغنام "تلقينا أمس فقط اتصالات من مسؤولي السفارة السعودية في واشنطن يطمئنوننا بأنهم يتابعون القضية، وأنهم سيتواصلون معنا باستمرار لإطلاعنا على أي مستجدات، وقبل ذلك لم يكن دور القنصلية في هيوستن على المستوى المطلوب، فلم يكن هناك أي تفاعل عاجل، أو تطمين من المسؤولين بها بشكل يومي بخصوص الإجراءات المتخذة من قبلهم، أو بما يخص تواصلهم مع الجهات الأمنية الأميركية، وكان الوضع كذلك بالنسبة للملحقية الثقافية بواشنطن، فلم يكن لها أي تفاعل ملموس في القضية". من جهته، أبدى يحيى التامر زوج أخت محمد، والذي كان المفقود يقيم معهما في مدينة سان أنتنيو ل"الوطن" عتابه على القنصلية السعودية في هيوستن، لعدم تفاعلها في بادئ الأمر مع موضوع غياب شقيق زوجته، وأضاف أن "أكثر جهة تعاونت معنا هي الجامعة التي يدرس فيها محمد، إذ تفاعلوا مباشرة مع البلاغ المقدم لهم، وأوكلوا محققا خاصا من شرطة الجامعة لمتابعة الموضوع"، مشيرا إلى أن المحقق يتواصل معه بشكل يومي للاطمئنان عليهم، ولإطلاعهم على آخر المستجدات في الموضوع. من جهتها، تواصلت "الوطن" هاتفيا مع قسم الشؤون الثقافية والاجتماعية بالملحقية الثقافية في واشنطن، والذين اكتفوا بالرد بأن الموضوع أحيل إلى الجهات المتخصصة من دون إيراد أي تفاصيل. وفي السياق نفسه، نشر "بيت الطلاب السعوديين" في مدينة سان أنتنيو على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة موجهة إلى جميع المبتعثين للمساعدة في العثور على محمد الغنام، بالإضافة إلى أرقام للتواصل في حال وجود أي معلومة تفيد في العثور عليه.