دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس في محافظة الدرعية أول المشاريع في عهده مفتتحا مشروع تطوير البجيري الذي أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية. وكان في استقباله في المدخل الرئيس للمشروع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأمير الرياض الأمير فيصل بن بندر رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان عضو اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، ومحافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله، والمهندس إبراهيم السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، وكبار المسؤولين في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ثم عزف السلام الملكي. بعد ذلك اطلع خادم الحرمين الشريفين على مجسم للدرعية التاريخية في مدخل ساحة البجيري، ولوحة تعريفية بالمشروع، عقب ذلك تجول في مشروع حي البجيري واطلع على ما يحتويه من منشآت عمرانية وثقافية وسياحية، إذ شاهد المنطقة المركزية في الحي وما تشتمل عليه من خدمات تجارية لزوار الحي والمنطقة، وساحة البجيري وما تحتويه من جلسات للمتنزهين تطل على حي الطريف ومتنزَّه الدرعية. بعدها تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين عدد من مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار والشركة المنفذة لمشاريع الهيئة. ثم اطلع الملك سلمان على لوحة تعريفية بمشاريع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووضع حجر الأساس لمشروع فندق حي سمحان التراثي بالدرعية التاريخية، كما أزاح الستار عن لوحة تذكارية بعنوان "الدرعية التاريخية موقع تراث عالمي" بمناسبة انضمام حي طريف التاريخي لقائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو. كما اطلع خادم الحرمين الشريفين، على مسجد الظويهرة الذي تبرع بكلفة ترميمه الأمير سلطان بن سلمان، وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة، بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. باكورة المشاريع ثم ألقى الأمير سلطان بن سلمان كلمة قال فيها "يشرفني يا سيدي في هذه الليلة المباركة أن أقف أمامكم.. شاكرا الله تعالى أن جعل هذا المشروع التاريخي حقيقة ماثلة، وأجدها فرصة استثنائية أن أشير إلى أن هذا المشروع المتعلق بالدولة السعودية والتراث الحضاري الوطني هو أول مشروع تطلقونه بيدكم الكريم في عهدكم الزاهر إن شاء الله تعالى، وما كان لهذا المشروع الوطني أن يرى النور أو ينطلق واثقا إلا بتوفيق الله تعالى ثم بكم، والأهم اعتقادكم الراسخ طوال حياتكم المفعمة بالعمل والإنجازات الوطنية، بأهمية المحافظة على المواقع التي تحكي قصص التاريخ المجيد وملحمة الوحدة الوطنية المباركة". وأضاف لقد كنتم وما زلتم مواطنا وقائدا ملهما يحمل وطنه في قلبه باعتزاز، ويستلهم خطواته من تاريخه المجيد وإنجازاته، وكنتم أنتم رائد التراث الوطني والحضارة الذي لم يتغير إيمانه بأهمية العناية بالتاريخ، واستلهام الدروس منه ليكون معبرا للمستقبل، وأن البناء الرفيع يحتاج لأساس ثابت، فحُق لكم اليوم أن تكونوا الأسعد بانطلاقة هذا المشروع الذي وضعتم أفكاره ورسمتم تفاصيله منذ ما يقارب ال20 عاما. مشروع وطني وتابع "أنا وإن كنت أتشرف بإلقاء كلمتي الليلة ممثلا للهيئة العامة للسياحة والآثار وعضوا في اللجنة العليا لتطوير الدرعية ومعاصرا للمشروع منذ أن كان مجرد فكرة، إلا أنني أقف أمامكم كمواطن من مواطني هذه البلاد الطيبة الذين يسعدون بافتتاح مشروع وطني مهم وانطلاقة سلسلة من المشاريع الموجهة نحو العناية بمواقع وتاريخ بلادنا، وبحضور قائد البلاد المؤمن بأهمية التاريخ وحتمية العناية بالتراث، وأن التاريخ يجب أن يكون حاضرا في قلوب المواطنين وموجها لإنجازاتهم. الدرعية ستتبعها قريبا مشاريع مماثلة في مواقع التاريخ الإسلامي ومواقع تاريخ الدولة الحديثة والمواقع الأثرية وشواهد العصور المتعاقبة التي تحفظ أهمية موقع بلادنا في التاريخ الإنساني، فالإسلام الذي هو مصدر اعتزازنا ونهج حياتنا قد شع من أرضنا للبشرية، ولقد حوت أرضها تعاقب الحقب والحضارات الإنسانية، ومبادرة رائدة هي مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة العربية السعودية إنما لتؤكد مكانة هذه البلاد عبر التاريخ، وأن الإسلام العظيم قد انطلق من أرض الحضارات". عيش السعودية ومضى الأمير سلطان بن سلمان يقول "أستأذنكم في هذا المساء الجميل على ضفاف وادي حنيفة بالإعلان أن الهيئة العامة للسياحة بتوفيق الله ثم توجيهاتكم السديدة واستشعارا بأهمية تعميق المواطنة، أن تطلق الهيئة العامة للسياحة والآثار "مبادرة عيش السعودية"، وهي مبادرة لتعزيز الانتماء وغرس الوطن في قلب المواطن، وتمكين فئات المجتمع والشباب منهم، خصوصا من التعرف على مواقع بلادهم والاستمتاع بها، والاعتزاز بتاريخها ومكوناتها وأهلها، واستشعار المعجزات التنموية والإنسانية التي حصلت على أرض هذه البلاد الطاهرة والوحدة التي نتفيأ ظلالها في محيط يموج بالتحديات. وهذه المبادرة تقوم على مبدأ الشراكة وهو المبدأ الذي قامت عليه الهيئة بتوجيهاتكم السديدة، حيث تنطلق هذه المبادرة بشراكة مع: إمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة التعليم، ودارة الملك عبدالعزيز، ووزارة الثقافة والإعلام، وعدد من الشركات الوطنية منها أرامكو السعودية، والخطوط الجوية السعودية، شركة ناس، وشركة الاتصالات السعودية وغيرهم. وتستهدف المبادرة في مرحلتها الأولى تمكين مليون طالب من زيارة مواقع في أرجاء الوطن ليعيشوا بلادهم ويتعرفوا عليها واقعا مشرفا، وليعرفوا أن وطننا لم ينشأ صدفة.. ولم يبن فجأة.. وأن أجدادنا وآباءنا آمنوا برسالة الوحدة الوطنية وأنها حتمية لبقائهم وحملوا راية أعظم دين شهدته البشرية.. فأضاؤوا بعلمهم أصقاع المعمورة.. فأي فخر يوازي هذا.. وأي مجدٍ يضاهي ذلك.. وأي وطن يوازي المملكة. العناية بالمساجد كما أعلن الأمير سلطان عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على برنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، والذي يشمل ترميم 34 مسجدا تاريخيا تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، وقال "أعلن أمامكم أن هيئة السياحة والآثار ستباشر قريباً في إنشاء مركز ومعرض متكامل للتراث العمراني الوطني يتخذ من الدرعية مقراً له". وأضاف "نعتز بتفضلكم - رعاكم الله - بوضع حجر أساس أول فندق تراثي متخصص على مستوى المملكة في حي سمحان بالدرعية، والذي يعد باكورة مشاريع شركة الفنادق والضيافة التراثية التي أسستها الهيئة، بمشاركة الدولة وعدد من الشركات المساهمة التي آمنت بجدوى الاستثمار في صناعة التراث وما ينتج عنه من قيمة وطنية مضافة وإسهام في بلورة قيم الهوية الوطنية وفرص الاستثمار والعمل، وستعلن الشركة عن مشاريع تباعا". نحن الليلة نحتفي في حي البجيري بافتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير الدرعية التاريخية، والتي شملت أحد أهم مكوناته مقر مسجد ومؤسسة الشيخ المجدد المصلح محمد بن عبدالوهاب. تطوير البجيري بعدها تفضل خادم الحرمين الشريفين، بتدشين مشروع تطوير البجيري بالتوقيع على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال، ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين، عروض الصوت والضوء التفاعلية التي تم تقديمها على جدران قصر سلوى الأثري في حي الطريف المقابل، والتي اشتملت على عرض درامي قصصي يحكي قصة الدولة السعودية الأولى باستخدام وسائط العرض البصرية والصوتية وتقنيات الوسائط المتعددة. العرضة السعودية واحتفاء بالتاريخ العريق للدرعية التاريخية والإنجازات والبطولات التي شهدتها وتخليدا للتقاليد العربية العريقة، قامت فرقة الدرعية للفنون الشعبية بتقديم "العرضة السعودية" تعبيرا عن الفخر والشجاعة والإقدام، وافتخارا بهمم الفرسان في الدفاع عن أوطانهم، وترسيخا للولاء والطاعة لولاة الأمر، وإعلاء لروح الانتماء للوطن والمحافظة عليه وتعزيزا لروح الإلفة والمحبة بين المواطنين. اجتماع استثنائي بعدها عقد الاجتماع ال18 الاستثنائي للجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، بتشريف من خادم الحرمين الشريفين، في مقر مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الثقافية، حيث جرى خلال الاجتماع متابعة سير العمل في برنامج تطوير الدرعية التاريخية.