يلجأ بعض المراهقين إلى الرسم أو الوشم على الجسد، حيث يهوى البعض وشم رسومات معينة على الأيدي والوجوه، في ظاهرة تنتشر في أوساط الشباب من الجنسين، وأخذت تتطور بصورة تتناسب مع الموضة والأزياء، حتى أصبح جسد الشخص مسرحا للتعبير عن آرائه، من خلال أشكال وزخارف وكتابات ورسومات على الذراع أو على الكتف، ومنها ما يرسم على الرقبة أو على الوجه، في عملية تقليد للمشاهير والفنانين والرياضيين وغيرهم. ويبرر هؤلاء الشباب هذا السلوك بالحرية الشخصية ومجاراة الموضة، مشيرين إلى أنهم يفضلون الرسم على الوشم، حيث إن الرسم يمكن محوه بسهوله، في الوقت الذي يحذر فيه الاختصاصيون من هذا السلوك، مؤكدين أنه يساهم في محو الشخصية. تعبير عن الرأي يقول الشاب أنور (أحد المولعين بهذا السلوك) إنه يصر على وضع هذه الرسومات على يده، على الرغم من طلب ذويه عدم وضع تلك الرسومات على يده أو رسمها لأصدقائه، إلا أنها، تمثل بالنسبة له الشيء الكثير"، مضيفا " لي الحق في التعبير عن رأيي فهذه حياتي، وأنا أتصرف مثلما يتصرف جميع من هم في عمري، وأمارس الرسم منذ صغري، وأتابع برامج إعداد الوشم في بعض القنوات الفضائية، ومنها تعلمت الكثير، إذ إنه لا توجد لدينا معاهد تعلم هذا النوع من الرسم الذي يحتاج لخبرة كبيرة أفتقدها". وحول مدلول الأحرف التي رسمها على يده قال "بالنسبة للأحرف التي رسمتها على يدي، فهي الحرف الأول في اسم صديقي محمد، والذي وضعته على يدي بسبب قربنا من بعضنا، ولأنني أشعر أن هذا التصرف يقربنا أكثر كأصدقاء". مضيفا أنه غير الحروف يرسم "بعض الزخارف التي تظهر أشكالاً غريبة وتكون أحيانا جميلة". ويشارك أنور في الرأي صديقه محمد، ويقول "لا نقتصر على تبادل أحرف أسمائنا التي نرسمها على أيدينا، بل نتبادل حتى الملابس"، ويضيف "للرسم على وجوه الأطفال ألوان مخصصة، لذلك فهي طريقة مناسبة وآمنة تماما، حيث لا يتوفر الوشم في بلادنا، لذلك فإن الرسم يعتبر أفضل الطرق لممارسة هوايتنا، لأنه بإمكاننا مسحه وتغييره وتعديله أيضا، كما نريد، وفي أي وقت". رفض الآباء وعلى عكس توجهات المراهقين يرى الكثير من الآباء أن الرسم على الأيدي يحمل مفاهيم خاطئة، ويشوه الشخصية، ويقول جابر جليل "أرفض تماما أن يرسم أبنائي على أيديهم، أو أي جزء آخر من أجسادهم، حتى ولو كان الرسم بلون يمكن محوه، فلكل ولد شخصيته، ولا أفضل أن يكون لأبنائي شخصية أصدقائهم، كما أنني أرى في ذلك تشويها للشكل العام". ويضيف "لا يعقل أن يخرج أحد أولادي للشارع وأمام الناس وعلى جسده "خربشات" وأحرف قد لا يفهمها كثيرون, وهي ليست من الجمال في شيء". أما سارة القحطاني، فتقول "أحب المحافظة على نظافة أبنائي، ومتابعة ما يفعلون تمثل لي هاجسا في بعض الأحيان، فهم نتاج تربيتي، وأظن أحيانا أن الناس تطلق بعض أحكامها علي نتيجة ما يرونه من تصرفات أبنائي، كما أن هذه الرسومات تعتبر تشويها لمنظرهم, ولا أحب أن يطلق أحد أحكاما قد لا تنطبق عليهم، وأنا لا أتقبل تلك "الخربشة" التي ترسم على أجسادهم، وإن أطلقوا عليها فنا". تقليد الآخرين ومن جانبه يؤكد المختص في علم النفس السلوكي الدكتور عبدالعزيز المصطفى على ضرورة عمل دراسة على مثل هذا النوع من السلوكيات التي يتجه لها بعض المراهقين، ويقول "أولادنا لا يعون المفهوم الخاص ببعض الرسومات ولا يدركون مدلولاتها ومغزاها، ومعظمهم يضعها لمجرد تقليد أشخاص آخرين". وأضاف أن بعض واضعي مثل هذه الرسوم على أجسادهم يعتقدون أنها تمنحهم إحساساً بالرجولة، إلى جانب مزاولة ذلك السلوك من قبل الذكور، فإن الفتيات أيضاً يمارسنه كما الأولاد دون فرق". ويستدرك بقوله "لا ينفي ذلك أن هذا السلوك ربما يكون أحيانا تقليدا لبعض الجماعات الأجنبية ذات التقاليد المخالفة، ، مشيرا إلى أن وضع الرسوم تقليد يمحو الشخصية .