"عاصفة النقد والكراهية التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ضد المملكة العربية السعودية، لا تستحق سوى الإهمال، لأنها وليدة الغضب والإحباط والتوتر"، بهذه الكلمات رد عدد من السياسيين اللبنانيين على التصريحات التي أدلى بها نصر الله بعد إطلاق المملكة لعملية "عاصفة الحزم" ضد جماعة الحوثي الإرهابية والموالية لإيران، وقال رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري مغردا إن "اللبنانيين استمعوا لعاصفة من الكراهية ضد السعودية ودول الخليج، رداً على عاصفة الحزم ضد التغلغل الإيراني في اليمن"، لافتا إلى أن "إصرار حزب الله على وضع مصالح إيران فوق مصلحة لبنان، أمر قائم منذ سنوات، لن نعترف بجدواه، ولن يدفعنا اليوم إلى مجاراته بردود متسرعة"، ومؤكدا أن العلاقة مع المملكة ودول الخليج كانت وستبقى أكبر من أن تهزها الإساءات والحملات المغرضة. وقال الحريري إن "السعودية قدمت للبنان والدول العربية الخير والسلام والدعم الأخوي الصادق، وسواها قدم ويقدم مشاريع متطورة للحروب والنزاعات والهيمنة". وفي سياق متصل، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في حديث إلى "الوطن" أن "المواقف الحادة التي تعلن من قبل حزب الله لن تؤثر لا سلبا ولا إيجابا في المعارك السائدة في اليمن"، ورأى أن "نصر الله يستطيع أن يدافع عن إيران لكن هجومه على السعودية غير مقبول فهو بذلك يؤذي لبنان. فالسعودية هي جدار متين وقوي يستند إليه الاقتصاد والعمالة اللبنانية وكلامه هذا غير مفيد للاقتصاد ولا للاستقرار اللبناني". ومن جانبه، رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد درباس في حديث إلى "الوطن" أن "كلام نصر الله جاء ردة فعل، من دون إيصال أي رسالة سياسية مفهومة، سوى أنه كان غاضبا على انقلاب الأحداث رأسا على عقب بعد أن تشكل هذا الائتلاف العربي لوضع حد للتمادي في اليمن من الحوثيين المدعومين من إيران وبالتالي كان مرتبكا وغير قادر على إيصال أي رسالة سياسية واضحة". وأشار إلى أن تصريحات نصر الله لم يفهم منها سوى تمسكه بالحكومة ما يعني أنه حتى هذه اللحظة ليس هناك قرار إيراني للرد على ما حصل في اليمن من بيروت، مطالبا في الوقت نفسه بالحذر من حزب الله باعتباره جزءا أساسيا من المنظومة الأمنية العسكرية للحرس الثوري في لبنان وسورية والعراق وربما أيضا في اليمن". وقال النائب السابق مصطفى علوش في حديث إلى "الوطن" إن "الكل يعلم أن نصر الله دوما يدافع ويقف في صف المعسكر الإيراني الذي يؤمن بقضيته ويقبض منه"، وأضاف أنه في السابق كان نصر الله يختبئ بالحديث عن العروبة والعرب لكن اليوم الأمور حسمت، وأصبح واضحا أنه في المعسكر الإيراني". ورأى أن "نصر الله لطالما أحرج الحكومة اللبنانية ولا شيء قد تغير"، مؤكدا "أن الدول العربية أثبتت أنها متفهمة أن الوضع القائم في لبنان هو وضع شاذ بما فيه وجود سلاح غير شرعي يتبع لدولة غير الدولة اللبنانية المتمثلة بحزب الله".