فتحت الشؤون الصحية بمنطقة حائل أخيرا تحقيقا في وفاة فتاة في العقد الثالث من عمرها، وذلك بعد إعطائها دما زائدا فور خروجها من جراحة ولادة قيصرية في مستشفى محافظة الحائط. وفقدت المريضة وعيها بعد إعطائها ذلك الدم ما أدى إلى تحويلها إلى مستشفى الملك خالد بحائل وتوفيت قبل وصولها، فيما ينتظر زوجها حاليا تشريحها وتشخيص أسباب الوفاة. من جهته، أكد المتحدث باسم الشؤون الصحية بحائل المكلف متعب الضمادي أن الشؤون الصحية شكلت لجنة مختصة لبحث ملابسات القضية، وكشف الأسباب التي أدت إلى وفاة المريضة بعد إجراء الجراحة القيصرية لها بمستشفى الحائط. من جانبه، قال زوج المتوفاة فهيد مربح ذهين الرشيدي ل"الوطن" إن زوجته (31 عاما) أنجبت قبل ذلك طفلتين بولادتين طبيعيتين ولا تعاني من أمراض معينة حتى بعد ولادة ابنها عبدالرحمن يوم الأربعاء الماضي في جراحة قيصرية، مشيرا إلى أنها لم تأكل ولم تشرب ل24 ساعة بعد نجاح الجراحة، ولكن في اليوم التالي وتحديدا في الساعة العاشرة صباحا بلغته شقيقته أن حالة زوجته انتكست بعد مضي خمس دقائق من إعطائها كيس دم ثالثا لتصاب بضيق تنفس واحمرار في الوجه ودخلت في حالة إغماء، لتنقل بعد ذلك إلى مستشفى الملك خالد إلا أنها توفيت قبل دخولها المستشفى. وأضاف: حاولت مع الجهات الصحية المختصة أن تنقل زوجتي على وجه السرعة إلى مستشفى أفضل وعن طريق الإخلاء الجوي إلا أن طلبي رفض، مع العلم أن المسافة بين مستشفى الحائط ومستشفى الملك خالد تبلغ 250 كيلوممترا. وأوضح الرشيدي أنه تقدم إلى إمارة المنطقة بشكوى ضد الطاقم الطبي ومدير المستشفى التي بدورها أحالت القضية إلى الشؤون العامة ومن ثم إلى الهيئة الطبية الشرعية طالبا للإنصاف ومعرفة المتسبب في وفاة زوجته ومحاسبته وكذلك السرعة في البت في القضية ليتمكن من دفن جثمانها. واتهم الزوج المستشفى بنقل دم زائد إلى زوجته أو أن الدم لم يكن مطابقا لفصيلة دمها، مؤكدا أنها كانت في صحة جيدة بعد الولادة ولا تعاني من أية أعراض أخرى. إلى ذلك، أكد مصدر مطلع ل"الوطن" أن الشؤون الصحية في المنطقة فتحت تحقيقا آخر في المستشفى نفسه، وذلك بعد أن سجل قبل أسبوعين أيضا خطأ طبي تعرضت له مريضة أخرى، وذلك أثناء إجراء جراحة ولادة قيصرية لها حيث ترك الطاقم الطبي قطعة شاش يبلغ طولها 20 سم في بطنها، ولم يكتشف ذلك إلا بعد أيام من العملية لتنقل إلى مستشفى حائل العام، حيث أجريت لها جراحة أخرى لاستخراج الشاش. وأوضح شقيق المرأة - تحتفظ الصحيفة باسمه - أن شقيقته خضعت للجراحة وبعد أيام انتفخ بطنها، ما جعلهم ينقلونها إلى المستشفى ليتبين بعد إجراء الفحوص وجود قطعة من الشاش داخل البطن، ما دفعهم لنقلها إلى مستشفى حائل العام حيث أجريت لها جراحة أخرى لاستخراج الشاش ومكثت هناك قرابة الأسبوع. وأكد شقيق المريضة أن التحقيقات الأولية التي شكلتها الشؤون الصحية دانت ممرضة في ترك الشاش داخل البطن، مبينا أنهم طالبوا بمحاسبتها وينتظر أن تحال القضية للهيئة الشرعية المختصة بهذه القضايا قريبا. يذكر أن مستشفى الحائط العام أجرى 162 جراحة ولادة، و300 جراحة منذ افتتاحه قبل عام.