كان هجوما مركزا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي على إيران مستندا على تخصيبها اليورانيوم من أجل امتلاكها السلاح النووي، وقد صرح بامتعاضه بشأن المحادثات بين إيران والدول الخمسة زائد واحد، مع أن إسرائيل تمتلك السلاح النووي! وبعد يوم أو يومين من خطاب نتنياهو في الكونجرس الأميركي، صرح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، بأن السعودية مرتاحة من محادثات الدول الكبرى مع إيران! فما سر هذا التباين؟ من جهة أخرى شنت صحيفة النيويورك تايمز هجوما على المملكة! وتكريم الملك سلمان للداعية الإسلامي الهندي الفائز بجائزة الملك فيصل يرحمه الله لخدمة الإسلام! وذلك بسبب تطرق الداعية الإسلامي لليهود ونفوذهم في أميركا خاصة! ولم نر أي هجوم لاذع من قبل الصحيفة أو الحكومة الأميركية ضد الحوثيين! مع أن رايتهم تقول (الموت لأميركا، الموت لليهود)! بل بدلاً من ذلك فُتحت قنوات للتشاور بين أميركا والحوثيين! فما سبب ذلك؟ إسرائيل وإيران لهما مصالح وأهداف مشتركة، لا تتطابق مع هجوم نتنياهو على إيران! ولكي نتعرف على بعض الأسباب في تناغم الهجوم الإسرائيلي مع المكاسب الإيرانية، علينا أن نفكر خارج الصندوق، ونركز على أهداف الحليفين الإسرائيلي والإيراني ومكاسبهما المخطط لها. تأتي المكاسب الإسرائيلية في شقين، الأول سياسي والثاني شخصي لرئيس وزراء إسرائيل، وتتمثل المكاسب السياسية في التالي: - انحياز إسرائيلي لجانب الحزب الجمهوري الأميركي، الذي لديه الحظ الأوفر في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة. - جلب المساعدات الأميركية العسكرية والمالية بإظهار إسرائيل على أنها مهددة ولو شكليا من قبل إيران النووية. - عدم السماح لأحد غيرها بامتلاك السلاح النووي في منطقتنا. - إبداء التعاطف مع العرب (صورياً) - تخفيف الضغوط العالمية لانتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين، بإشغالهم بالقضية النووية الإيرانية برفع ملف إيران النووي لأولويات الأجندة العالمية. أما عن الجانب الشخصي لنتنياهو، فيتمثل في زيادة حظوظه في كسب الانتخابات الإسرائيلية التي على الأبواب. نأتي على مكاسب إيران التي تتمثل بالتالي: - تضخيم الملف النووي الإيراني، ليكون أداة فعالة في المحادثات. - استغلال الغرب في تلبية مطالبها المستقبلية. - عدم التعرض لها ومساعدتها في اتساع رقعة نفوذها. - تحسين سمعتها في العالم الإسلامي بإظهار عدائها المبطن لإسرائيل وأميركا. - تحجيم النفوذ السني بالمنطقة بمساندة التطرف الديني السني خاصةً. هنا يتبين لنا، عدم اكتراث إسرائيل والغرب وإعلامه لشعارات إيران المناهضة لليهود، وعدم تطبيق العقوبات لمعاداتها السامية بالغرب خاصة. في اعتقادي أن كل ما ذكرت وأكثر تدركه السعودية، كما أنها تدرك أيضاً أن إيران لن يُسمح لها بامتلاك السلاح النووي، لأن ذلك سيفتح المجال أمام السعودية خاصة بأن تصبح قوة نووية، لذا نسمع تصاريح المسؤولين السعوديين تصب في استمرارية المحادثات، وبها تستمر العقوبات على إيران. كذلك نرى دول الخليج ومن بينها المملكة العربية السعودية لا تتهاون في توضيح عدم السماح لإيران بالتدخل في شؤون الدول العربية، وقد بدأ ذلك في تصريح المسؤولين الأميركيين بالوقوف ضد التمدد الإيراني.