يعد بناء الإنسان الهدف الرئيس للتربية، ولا شك أنه لا يمكن أن يتحقق هذا الهدف إلا من خلال التطور النوعي لكل مداخلها وعملياتها وأنشطتها، من أهداف ومناهج وطرق تدريس وأساليب تقويم للمعلم والمتعلم. ويعد الإشراف التربوي أحد أساليب تطوير العملية التعليمية، ونلاحظ أن هذا الجهاز التربوي والتعليمي المهم يسير في خطى موفقة، حيث طور المفاهيم والممارسات الإشرافية لرفع مستوى العملية التربوية والتعليمية، وأسهم في تحسين عمليتي التعليم والتعلم لتواكب التطور العالمي وتتناسب مع التغير السريع الذي نعيشه اليوم في المجالات كافة، ويعد الإشراف التربوي من المخلات الرئيسة في العملية التعليمية التي تلعب دورا مهما في تحقيق أهداف المجتمع وطموحاته، فهو يستمد فلسفته وأهدافه بما في المجتمع من فلسفة وأهداف، وهو كذلك تعبير عن حياة المجتمع والمثل السائدة فيه. لذا فإن ما تسعى إليه الوزارة في تطوير النظام التعليمي التربوي لرفع مستوى العملية التربوية والتعليمية لا بد أن يواكبه تطوير في الممارسات والعمليات الإشرافية، وتطوير ذاتي مستمر للمشرف التربوي والمشرفة ومن الناحية التربوية والتعليمية، لأن المشرف التربوي يستمد قيمته ومكانته التربوية من قوة تفكيره وتمكنه من المهارات العلمية والتربوية التي يمارسها، ويتميز الإشراف التربوي بالإيجابية والعمق، لأنه يعتمد نموذج التواصل المفتوح في حوار المستفيدين والتفاعل معهم، ويعتبر مدير المدرسة شريكا فاعلا في نجاح العملية التعليمية، وإيمانا مني بأهمية الإشراف التربوي كمشرفة تربوية فقد أجريت دراسة ميدانية بعنوان (الإشراف التربوي بين الواقع والمأمول) عام 1421 تطلعت من خلال ممارستي لدور المشرف التربوي إلى تطوير منهجية الإشراف والوقوف على التحديات التي تواجه المشرف أثناء تأدية رسالته، وقدمت من خلالها المقترحات والحلول التي نتطلع إليها في المستقبل، وها نحن اليوم نلمس تطورا عالي الجودة في منهجية عمل المشرف التربوي من خلال منظومة قيادة الأداء الإشرافي التي هدفت إلى تقنين وتجويد العمل الإشرافي وفق مؤشرات أو نماذج الأداء، مما يسهل قياس مستوى إنجاز العمل التربوي وإجراء التحسين اللازم لعمليتي التعليم والتعلم، وبتوفيق من الله حقق مكتب التعليم في خميس مشيط المركز الأول على مستوى عسير والخامس على مستوى المملكة في مؤشر الأداء الإشرافي، وهذا التميز لم يأت إلا بجهود مخلصة جدّت فبنت، وأعطت فأجزلت، وبدعم مستمر من المدير العام للتعليم بعسير الذي نعتبره مؤشر النجاح الحقيقي للتعليم بالمنطقة.