بعد ساعات من إعلان مسؤول في قيادة المنطقة المركزية الأميركية، بأن خطة تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، في عملية برية واسعة تبدأ خلال شهري أبريل ومايو المقبلين، قال وزير الدفاع الأميركي الجديد، آشتون كارتر أمس، إنه لن يعلن الموعد الدقيق لهجوم عراقي متوقع لاستعادة مدينة الموصل من مقاتلي التنظيم.يأتي ذلك بعدما أثارت تصريحات المسؤول العسكري الأميركي ضجة حول هذا الأمر، حيث بعث عضوان مؤثران في مجلس الشيوخ، هما جون مكين وليندسي جراهام، رسالة لاذعة إلى البيت الأبيض، أول من أمس، يشكوان فيها من تصريحات المسؤول التي أشار فيها إلى موعد الهجوم بقوة قوامها 25 ألف مقاتل بينها 3 آلاف جندي من المارينز الأميركي، لافتين فيها إلى أن "هذه التسريبات لا تعرض نجاح مهمتنا للخطر فحسب، وإنما قد تكلفنا أيضاً حياة جنود أميركيين وعراقيين ومن التحالف". فيما أكد كارتر خلال مؤتمر صحفي " أنه من المهم شن الهجوم في وقت يمكن أن ينجح فيه" لافتا إلى أنه حتى لو أنه يعرف الموعد المحدد فلن يصرح به. وفي سياق متصل، قال مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان إن" العبادي بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تعزيز التحديات الإرهابية التي تواجه المنطقة وأهمية الوقوف بوجه المخططات التي تريد تهديد أمن العراق والمنطقة بل العالم أجمع".ونقل البيان عن العبادي تأكيده "وقوف القوات الأمنية بوجه عصابات داعش الإرهابية وتحقيقهم الانتصارات وصولا إلى طرد هذه العصابات الإرهابية من الأراضي العراقية"، مشدداً على أهمية "تكاتف جميع مكونات المجتمع العراقي لتحقيق هذا الهدف النبيل وإعادة الأمن والاستقرار للعراق ولأبنائه". من ناحية ثانية، توجه إلى دولة الإمارات أمس وزير الدفاع خالد العبيدي على رأس وفد أمني رفيع لبحث التعاون المشترك في محاربة تنظيم داعش، وقالت الوزارة في بيان أن "العبيدي توجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، للقاء قادة الجيش هناك ورئاسة الأركان، بغية بحث سبل التعاون للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي". أمنيا، أعلنت اللجنة الأمنية بمجلس محافظة صلاح الدين أمس، وصول معدات عسكرية وقوات كبيرة إلى قيادة عمليات سامراء لبدء عملية تحرير مدينة تكريت وباقي مناطق المحافظة من سيطرة تنظيم داعش. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة جاسم الجبارة في تصريح صحفي أمس، إن "العملية المرتقبة تستهدف تطهير مناطق تكريت والدور والعلم وستتجه إلى سلسلة جبال حمرين، إضافة إلى عمليات أخرى لتعزيز السيطرة على منطقة الفتحة شرقي قضاء بيجي وستشمل جانبي نهر دجلة الشرقي والغربي ابتداء من منطقة الفتحة وحتى حدود مدينة سامراء الشمالية والبالغ طولها 100 كيلو متر". سياسيا، عقد اتحاد القوى الوطنية، ممثل المكون السني في البرلمان العراقي، اجتماعا موسعا خلال اليومين المقبلين لمناقشة تقرير نتائج اجتماعات الرئاسات الثلاث الذي عقد الأسبوع الماضي لبحث الأزمة السياسية وإمكانية التراجع عن مواقف الاتحاد بمقاطعة جلسات البرلمان والحكومة، وأوضح عضو الاتحاد رعد الدهلكي ل"الوطن"، أن "إرسال قانون تجريم الميليشيات إلى البرلمان سيكون نقطة الشروع في إجراء إصلاحات حقيقية". وكانت حادثة مقتل أحد مشايخ السنة قاسم الزيدان وعدد من أفراد حمايته ونجله قد أثارت استياء واسعا لدى السنة الذين علقوا حضورهم إلى جلسات مجلس النواب والحكومة، وطالبوا العبادي بنزع أسلحة الميليشيات وحصرها بيد الدولة.