نصح قاص سعودي الجيل الجديد من كتاب السرد بعدم الاقتراب من النقاد، مؤكدا أن النقد لا يواكب إبداع القصة والشعر في المملكة، مشددا ومحذرا إياهم من القراءة لأي ناقد إطلاقا، مضيفا أن القراءة للنقاد تأتي بعد الانطلاق في الكتابة والتأكيد على قراءة النظريات النقدية، لافتا إلى أن النقد يقوض الموهبة عند فئة الشاب. وشدد القاص جبير المليحان في محاضرته "القصة في المملكة.. ريادة وإبداع" مساء أول من أمس في نادي الأحساء على ضرورة الأخذ بالأدوات اللغوية للكتابة القصصية، مفضلا مسمى "القصة الصغيرة" على "القصة القصيرة جدا"، وعدّ هذا المسمى أكبر من القصة ذاتها، مشيرا إلى أنه كتب عقدا قصصيا مكونا من 11 قصة صغيرة بعنوان "طفل يريده اللون الأبيض". المليحان أبان أنه أسس موقع "القصة العربية الإلكتروني" على الإنترنت قبل نحو 15 عاما، وتجاوزت عدد النصوص في الموقع 19 ألف قصة، ونشر ثلاثة إصدارات لمختارات من تلك القصص، وبلغ إجمالي الأعضاء 20 ألفا، يمثلون جميع الدول العربية، لافتا إلى أن المنتدى في الموقع شهد في الآونة الأخيرة تراجعا بسبب توجه كثير من المشاركين إلى مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني الأخرى، مبينا أنه واجه عزوف كثير من القاصين السعوديين عن المشاركة بنتاجهم في الموقع. واستهل المليحان الأمسية بالإشارة إلى أنه متيم بهوى القصة ومولع بملاحقتها رغم متاعبه ومشقته، وكان ولا يزال المتتبع لنموها وفك أسرارها. وأبان أن بدايته مع كتابة القصة، وهو طالب في الصف الثاني المتوسط، وكان وراء نجاحه طرح أول قصصه في برنامج إذاعي "شبابي" في ذاك الوقت، وبعد تخرجه من معهد المعلمين الثانوي في الرياض وتعيينه معلما في الدمام، وعندها تعرف على الشاعر محمد العلي، وسلمه هذا النص، لمعرفة رأيه فيه، مستذكرا بداياته في الصحافة كمصحح لغوي، وكيف استفاد أثناء عمله في الصحافة من أدباء مثل محمد القيسي، وعبدالكريم السبعاوي، وعلي الدميني، وخليل الفزيع، وكانت الأجواء مهيأة للنقاش، وكان يهوى تبادل الكتب مع الأدباء في القاهرة ودمشق. وعزا أسباب عدم نشر مجموعات قصصية في بداياته إلى أن الوضع كان غير مشجع، وأكد أن قراءته قصص الأطفال لأولاده شجعته على كتابتها، وكان الناقدون لتلك القصص هم أطفاله، يكتشف نجاح القصة من عدمها من وجوههم، مضيفا أن قصة الطفل صعبة، ولا بد أن تكون طفلا حين كتابتها للوصول إلى خيال ونظر الطفل ومعرفة قاموسه اللغوي. إلى ذلك، دعا رئيس نادي الأحساء الدكتور ظافر الشهري خلال مداخلته في الأمسية المليحان إلى تزويد النادي بمجموعة قصصية للأطفال لنشرها، واصفا إياه بالمميز في القصة بأجناسها المختلفة للكبار والصغار، وأنه شخصية قصصية غير عادية، لأن نتاجه الأدبي في القصة من السهل الممتنع، إذ إنه من السهولة قراءتها ومن الصعوبة تحليلها.