حقق فريق التعاون انتصارا ثمينا على منافسه التقليدي الرائد في قمة القصيم التي اكتفت بالخروج بهدف وحيد جاء عن طريق ضربة جزاء نجح في ترجمتها مهاجم التعاون محمد الراشد في الدقيقة 48، وأهدر مهاجم الرائد طلال المشعل فرصة معادلة النتيجة بعد إضاعته لركلة جزاء أخرى احتسبها الحكم الدولي خليل جلال في الدقيقة 90 من اللقاء الذي جاء ضمن الجولة الخامسة من دوري زين للمحترفين وسط حضور جماهيري كبير ساند الفريقين بقوة، ورفع التعاون رصيده إلى 7 نقاط وقفز إلى المركز السابع بينما بقي الرائد ثالثا بنقاطه العشر السابقة. أظهرت الدقائق الأولى من اللقاء رغبة أكبر من قبل لاعبي التعاون في الوصول لمرمى محمد خوجلي ، وكانت هناك محاولتان من علي التركي والمقدوني منصور كورتيسي لم تزعجا كثيرا الخوجلي، واستمرت سيطرة التعاون طوال الخمس دقائق الأولى قبل أن يتخلص لاعبو الرائد من حذرهم ويبدأوا مبادلة منافسهم الكرات الهجومية. وكادت الشباك أن تهتز عند الدقيقة 10 من رأسية متقنة للمغربي جواد أقدار مستفيدا من عرضية عبدالمجيد الرويلي، طار لها حارس التعاون فهد الثنيان ببراعة في أول تهديد حقيقي للفريقين في هذا الشوط، وجاء الرد سريعا من قبل لاعبي التعاون عندما تبادل كورتيسي ومحمد الراشد كرة على رأس منطقة جزاء الرائد قبل أن تصل أخيرا للمدافع القادم من الخلف ماجد هزازي ليسدد كرة قوية اكتفى الخوجلي بمتابعتها وهي ترتطم بقائمه الأيمن في الدقيقة 14. وكان المغربي صلاح الدين عقال يمثل ثقلا كبيرا لفريقه الرائد ووضع بصمته في كل الكرات الهجومية وسط مساندة فعالة من عبدالمجيد الرويلي ، وعاد الأخير ليسدد كرة جانبية قريبة من المرمى في الدقيقة 23 سارت مقوسة في طريقها لمرمى الثنيان ولامست القائم الأيسر قبل خروجها بسلام إلى ركلة مرمى، وبعدها بدقيقة فقط تصدى الثنيان مجددا لتسديدة أخرى زاحفة من أقدار. ومن خطأ بعيد لعب المصري أمير عزمي كرة ارتدت من دفاع الرائد ووصلت لهزازي المتمركز على رأس منطقة الجزاء وسدد لم يمنع وصولها مرمى الخوجلي سوى شجاعة المدافع حمد الصقور في الدقيقة 28، واستفاد أحمد الخير من كرة المتألق الرويلي وسدد كرة رائعة مرت فوق العارضة التعاونية في الدقيقة 31. ووضح اعتماد مدرب التعاون على انطلاقات ومهارات علي التركي في الجهة اليسرى الرائدية والتي شكلت خطورة كبيرة وأثمرت عن عدة أخطاء قريبة من مرمى الخوجلي لكن الاستفادة منها لم تكن حاضرة، بينما كان الأردني شادي أبو هشهش يقوم بدور فعال في المحور الدفاعي والهجومي في آن واحد. وحضرت الكرة الأجمل في هذا الشوط عند الدقيقة 43 عندما توغل هزازي في الطرف الأيمن وتلقى كرة من "كاحل" كورتيسي ، واقترب من مرمى الرائد كثيرا ولعب كرة ماكرة تنبه لها خوجلي وأبعدها بأطراف أصابعه فارضا نتيجة التعادل السلبي على هذا الشوط. وشهد الشوط الثاني بداية ملتهبة بوصول أول أهداف اللقاء في الدقيقة 48 عبر ركلة جزاء احتسبها الدولي خليل جلال إثر إعاقة مدافع الرائد أحمد سعد لمهاجم التعاون أحمد الخميس (البديل لكورتيسي)، لحظة مواجهته لمرمى الخوجلي، تقدم لها قائد الفريق محمد الراشد ولعبها قوية في منتصف المرمى هدفا تعاونيا أول أشعل المدرجات الصفراء. وكان من الطبيعي بعدها أن يبادر الرائديون إلى الهجوم بحثا عن التعديل ليجد لاعبو الفريقين مساحات أكبر منحت المباراة إثارة كبيرة، خاصة مع زج مدرب الرائد بالمهاجم الهداف موسى الشمري بديلا عن محسن القرني. ولم تتوقف محاولات الرائد ولكنها اصطدمت بغياب التركيز لدى لاعبيه بجانب التنظيم الدفاعي الجيد في التعاون، واستبعد مدرب الرائد في تغيير مفاجئ، نجم الفريق عبدالمجيد الرويلي وزج بالبرازيلي شارليز دا سيلفا في الدقيقة 68. واستغل لاعبو التعاون الاندفاع الرائدي بالقيام بمبادرات هجومية كادت أن تضاعف متاعب الرائد لو غلفتها السرعة ، وكاد البرازيلي دا سيلفا في حضوره الأول وعبر كرة ثابتة أن يصل لشباك التعاون إلا أن حارس المرمى الثنيان أبعد تسديدته، وفي محاولة أخرى لتعزيز الهجوم الرائدي شارك طلال المشعل في الدقيقة 77 بديلا عن جواد أقدار بحثا عن العودة. وكان العاجي إدريس بامبا يقوم بأدوار جيدة في وسط ملعب منذ لحظة مشاركته في بداية الشوط الثاني ومع وصول الدقيقة الأخيرة من اللقاء لم تكن المحاولات الرائدية تحمل أي خطورة، حتى نجح البديل موسى الشمري في الحصول على ركلة جزاء بعد أن أعاقه أحمد الحربي، تقدم لها المشعل ونجح في تسجيلها قبل أن يأمر خليل جلال بإعادتها ليخفق المشعل في المرة الثانية في التسجيل بعد أن تألق الثنيان في التصدي لها في لحظات حرجة وحاسمة من اللقاء الذي دخل وقته المحتسب بدل الضائع دون أي جديد سوى سقوط لاعب التعاون فيصل الجحدلي بعد تلقيه ضربة من مرفق شراحيلي وتلقي الأخير البطاقة الصفراء.