ما وجه الشبه بين السفر والوزير، ما الذي يجمع بينهما، وما فوائد كل منهما؟ الوزير هو أحد المسافرين في سفر طويل أو محدد، ليس سياحة إنما سفر للعمل ويحمل من المشقة والسهر والتعب والجهد ليصل إلى مبتغاه، وهو خلال هذا السفر سيواجه الإرهاق والتعب والجهد، ويضنيه أحيانا البحث وراء الأفضل والأجود في المكان والاجتماع والوسائل المستخدمة للنقل والتواصل وأيضا في بحثه عن أروع الطعام، ويبعد عما يضر صحته وقوة بدنه، ويسعى إلى ما يعينه على إنجاز عمله من رياضة ومنبه للاستيقاظ ومنظم لأعماله ومنسق لاجتماعاته، وبعد هذه الرحلة الطويلة تجده يرتوي بعد ذلك ببعض الهدايا والفرح لإقباله على أهله وعلى بيته لتوزيع الهدايا وبعض التوصيات من الأمتعة التي سابقا قدم طلبا في التوصي عليها لإتمامها وإحضارها. هنا سيقف شامخا إذا نجحت سفرته لذلك العمل والمهمة، وتكون قد أثمرت الكثير من الأهداف والتوقعات والدراسات التي أوجدها وقام بتنفيذها بعد تقديرها ومراجعتها وتحقيقها، وفي نهاية المطاف سيجد ممن حوله يقدمون له التهاني والتبريكات والدعوات والدموع والاحتضان على ما قدم وما وصل إليه من تحقيق للإمكانات والقدرات وتوظيف للأهداف وتقدير وامتنان لكل من أسهم في ذلك السفر وإتمام المهام. هنا سنعرف حقا ما وجه الشبه بين الوزير والسفر، سنعرف أنها في نهاية المطاف ستخلد رحلات كما خلدت رحلات ابن بطوطة، وابن ماجد، أو سيفرمتها الدهر ولا يذكر له اسم ولا إنجاز ولا عمل ولا يخلد ولا تسلط الأضواء عليه ولا تبعث الدعوات لأجله لما قدم للبشرية جميعا من تسهيلات وتيسرات وعون ودليل إلى الخير من خلال هذه الرحلة وهي رحله السفر لكل وزير. فتحية تقدير وشكر وإجلال لكل وزير ومسؤول تقلد اليوم أمانة ومسؤولية بإذن الله سيسعى إلى إتمام سفره بها، بأن يخلد عبر الأيام أن يكون خير أمين ومسافر.