نفذت مدرسة بلجيكية للمرحلتين الأساسة والمتوسطة من التعليم خطوة جديدة في طريق العنصرية ضد الأجانب والمسلمين، وذلك بعزل الطلاب الأجانب والمسلمين في فصول منفردة خاصة بهم بعيدا عن التلاميذ البلجيك. وجاءت خطوة المعلمة البلجيكية بعد أقل من 3 أشهر من فرض الحكومة البلجيكية حظر النقاب في الأماكن العامة. وهو ما رأى فيه عدد من الناشطين ومنظمات حقوقية وإنسانية أن التصرف طائش ويمثل فعلا عنصريا ويقوم على أسس التفرقة. وعللت ليوك أودينارت مديرة المدرسة الكائنة بمدينة لوكيرين التابعة لمقاطعات الفلامنك الناطقة باللغة البلجيكية تصرفها بالقول: إن هذا العزل جاء بموجب طلبات من بعض أولياء أمور الطلاب. وذلك لإتاحة الفرصة للأبناء بالتواصل مع أبناء أوطانهم الأصلية، والذين يرتبطون معهم بصداقات خارج المدرسة. مؤكدة أنه تم تخصيص فصلين للأجانب من أجل هذه الغاية. فيما نفى أولياء الأمور هذا الزعم، وقالوا: إن هذا التقسيم المخزي للطلاب ليس إلا حالة من العنصرية، وإحياء لسياسة الفصل العنصري التي كانت تمارسها بلجيكا في مستعمراتها السابقة في أفريقيا بالفصل بين البيض والسود، كما أن الخطوة تمثل امتدادا لسياسة التمييز الجديدة التي تنتهجها الحكومة والمتمثلة في العداء ضد النقاب والرموز الدينية الإسلامية. وأعلن أمس وزير التعليم لمقاطعات الفلامنك باسكال سميت رفضه لهذا الأسلوب. وأشار إلى أن فصل الأجانب بمثابة "طعنة في قلوب البلجيكيين"، فكيف يمكن للطلاب من جنسيات مختلفة التواصل وإقامة الصداقات وهم بمعزل عن البلجيك، وكيف يمكن لهؤلاء تعلم اللغة البلجيكية بصورة جيدة والاندماج في المجتمع على نحو فعال، وطالب بالتحقيق الفوري مع إدارة المدرسة. محذرا من تحولها إلى تقليد عام ببقية مدارس المقاطعات البلجيكية.