عند زيارتك القرية التراثية في فعاليات العيد المقامة في معرض أرامكو السعودية يستوقفك رجل سبعيني بابتسامته العريضة التي تنافس في روعتها خيوط الغزل التي ينسجها بمهارة وانسجام، ليصنع منها شباك الصيد على الطريقة القديمة، والتي كانت مصدر عيش له ولأبناء منطقته، إلا انها أصبحت حالياً جزءا من ممارسة تعريفية تقدم في المعارض والفعاليات التراثية، لعزوف الناس عن شراء شبكات الصيد التقليدية، أو تعلم كيفية صناعتها. اقتربنا من العم مهدي الصالح، ووجدنا منه الترحيب والمبادرة في تعريفنا أكثر عن غزل شباك الصيد التي أمضى نصف قرن "50 عاما" في صناعتها، بعد أن ورثها كحرفة من والده، ليؤكد أن أبناءه حاليا لا يعرفون التعامل مع خيوط الغزل، خاصة وأن هذه الحرفة تعاني من قلة الممتهنين لها، لعزوف الناس عن شراء شباك الصيد، واستبدالها بالسفن، أو ما يعرف محليا ب"اللنجات"، وذلك لكونها أسهل وأكثر فعالية في الصيد. وأشار الصالح إلى أن الحفريات المستمرة على الشواطئ وتغير ملامحها، وسهولة الحياة الحديثة، وظهور طرق حديثة للصيد، ساهمت كثيراً في قلة دخول الناس في البحرللصيد، وانعكاس ذلك على سوق بيع الشباك، مبيناً أن الشبكة الواحدة تبلغ مساحتها عشرات الأمتار، ويستغرق صنعها شهرا ونصف تقريبا حسب حجمها، وتباع غالبا بسعر يصل للألف ريال للشبكة الواحدة.