نحن ولله الحمد أمة حية ودولة عظيمة وراسخة فقدنا بالأمس قائدا عظيما هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي أدمى قلوبنا على رحيله، ولم تمر عشرات الدقائق إلا وكان بيننا قائد وعظيم جديد للمملكة العربية السعودية هو الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبجواره ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز. كان الجيل الثالث من أحفاد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، حاضرا بقوة في سدة الحكم السعودي بتولي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز منصب ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع، هذا الجيل أصبح في أعلى مسؤوليات الحكم بالمملكة بتوافق تام ومريح. بهذه الصورة يصبح للمستقبل ملامح خاصة من رجال عظام يمتلكون تأهيلا علميا وخبرات عملية ميدانية، إذ عرف الأمير محمد بن نايف بحكمته في الحرب على الإرهاب، فقد قاد مواجهات صعبة في مواجهة العناصر الإرهابية ونجح بخبرته وحنكته في إسقاط كثير من الشبكات والتشكيلات الإرهابية التي كانت تسعى إلى القيام بعمليات وأعمال مخلة بالأمن والاستقرار في المملكة، ورغم إحالة أصحاب الفكر الضال للمحاكمة إلا أنه ابتكر برنامجا مميزا وفعالا هو مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة الذي يهدف إلى إعادة تأهيل وتغيير الأفكار الضالة التي ترسخت في أذهان بعض المنتمين إلى هذا الفكر الضال. إن نقل مسؤولية الحكم في السعودية كان سلسا وتم في زمن وجيز، ما يؤكد أن السعودية دولة مستقرة وأن قادتها يتمتعون بحكمة وحنكة كبيرتين، خاصة من خلال بروز جيل جديد من الأحفاد يدرج ضمن قائمة الشباب المثقل بالخبرات السياسية والعلمية والمهارية ليكون جاهزا للمستقبل لتولي أي مواقع. هذا الجيل نهل من خبرات عظيمة من شخصيات لها وزن وثقل سياسي واقتصادي وفكري وديني، فالأمير محمد بن سلمان حصل على خبرات كثيرة من والده عندما كان أميرا للرياض ثم وزيرا للدفاع ثم وليا للعهد والآن ملكا، حيث سيستمر الأمير محمد في الحصول على الخبرات من والده. أما الأمير محمد بن نايف فيمتلك خبرات أمنية عظيمة حصل عليها من رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد الأسبق، رحمه الله، فضلا عن تجربته الشخصية الناجحة والمميزة خلال فترة توليه منصب وزير الداخلية. وكل ذلك اكتمل بالملحمة التاريخية في مبايعة الملك سلمان والأمير مقرن والأمير محمد بن نايف التي رسمت صورة مشرقة ومشرفة للمواطن وقادته وأكدت مدى حرص المواطن السعودي على استقرار دولته لتستمر في نهجها القويم، كما أن المبايعة جاءت لتمثل تهدئة تامة للحدث الجلل بفقدان الملك عبدالله، ليكون الملك سلمان خير خلف لخير سلف، واستكمال المشوار بنفس القوة والحكمة والمقدرة والرغبة في تنمية الوطن ورفاهية المواطن. المملكة العربية السعودية ستظل دولة راسخة ومستقرة لقيامها على أسس صلبة وقوية هي تطبيق شرع الله وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما أن قادتها يسيرون على نفس النهج لتظل السعودية دولة عظيمة لها مكانتها ومقدارها الكبيران بين مختلف دول العالم. وكان مشهد الوداع لملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، مؤثرا وجليا بحب الناس له وهو الحب الذي زرعته أعماله ومواقفه وصدقه في قلوبهم. ورأينا مراسم مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، والأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن نايف بطمأنينة وراحة تسر الجميع وتؤكد أن السعودية دولة مستقرة.