أكد خبراء وسياسيون مصريون أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن سيدفعان العلاقات المصرية السعودية قدماً، مشيرين إلى أن التحالف بين البلدين تربطه روابط روحية وتاريخية وثقل سياسي مؤثر في المحيطين العربي والدولي. وقال مساعد وزير الخارجية السابق السفير حسين هريدي في تصريحات إلى "الوطن": "العاهل السعودي يمتلك تاريخاً مشرفاً، وكان أحد أهم أركان المملكة على مدى تاريخه الطويل، فهو أمين سر العائلة ورئيس مجلسها والمستشار الشخصي لملوك المملكة، وتقلد كثيراً من المناصب التي أهلته لأن يكون دائماً في دائرة صنع القرار، ومنها وزارة الدفاع وولاية العهد، فضلاً عن ترؤسه لكثير من الجمعيات والهيئات الخيرية التي تعكس مدى إنسانيته وحكمته، وكان على تواصل مع كثير من الملفات التي كانت مصر طرفاً رئيساً فيها، حيث وقعت على عاتقه مهمات في مجالات الإغاثة خلال الأزمات التي شهدتها المنطقة في مصر والجزائر عام 1956 وفي الأردن وفلسطين 1967، وترأس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر وسورية في أعقاب اندلاع حرب أكتوبر 1973". خير معين وأضاف "ولي العهد السعودي الأمير مقرن هو رجل عركته التجارب، واكتسب خبرات ربما تفوق سنه، بحكم تقلده كثيرا من المناصب الحساسة، مثل رئاسة جهاز المخابرات، وإمارة منطقتي حائل والمدينة المنورة. كما كان مبعوثاً خاصاً للملك الراحل عبدالله، والعمل في هذه المناصب لا بد أنه جعله قريباً من دوائر صنع القرار السياسي في المملكة، لذلك نتوقع أن يكون خير معين وسند للملك سلمان، لاسيما أنه رجل معروف بانتمائه العربي والإسلامي الأصيل".وتابع هريدي "المملكة دولة تتمتع بأنها صاحبة سياسات راسخة ومرسومة بدقة. لذلك لن يجد ساستها صعوبة في الوصول بها إلى بر الأمان، لأنها سياسات مدروسة، اتخذت بعد تمحيص شديد، بعيداً عن الانفعال والتعجل، ما أكسبها مكانة فريدة وسط دول العالم". سياسي محنك من جانبه، قال أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق عبدالحكيم الطحاوي في تصريحات إلى "الوطن": "القيادة السعودية ستدفع بالعلاقات مع مصر إلى آفاق أوسع، لأنها تعد علاقات مميزة، نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. والملك سلمان من القيادات العربية المميزة، فقد حمل هم العروبة على عاتقه، وسعى إلى إذابة كل الخلافات التي اعترضت سبيل بعض الدول العربية".وأضاف "أما الأمير مقرن فهو يمثل جيل الشباب الممزوج بخبرة الشيوخ، ذلك أنه اكتسب خبرات هائلة، لا شك أنها سوف تصب في صالح المستقبل السعودي، ولديه اهتمامات كبيرة في مجال توحيد الصف العربي، والمملكة موعودة في عهده بالكثير، لأنه سياسي محنك ومن نوعية القادة الاستثنائيين. كما أنه يمتلك كاريزما عالية التأثير، ومع هدوئه الشديد، فإن كل الدلائل تؤكد أنه صاحب رؤية سياسية متفردة، ويملك قدرات إدارية هائلة". علاقات راسخة بدوره، يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر صلاح الدين فهمي "العاهل السعودي وولي عهده يمتلكان حضوراً قوياً يمكنهما من إدارة الأمور بحكمة، فضلاً عما اكتسباه على مدى تاريخهما الطويل في العمل السياسي، وقربهما من دوائر صنع القرار في المملكة، وكانا قريبين من كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالشأن المصري والعربي، حتى إن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز كان يعهد إليهما بكثير من الأمور، وبالتالي فإن أي دعم قدم لمصر أو أي مساندة اتخذتها السعودية تجاه مصر كانت بعلم ورعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن، فضلاً عن أن العلاقات بين مصر والسعودية ثابتة ولم تتغير منذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ولن تتغير خلال الفترة القادمة، لأن علاقة البلدين لا ترتبط بأشخاص أو أحداث وتربطها مصالح إقليمية ودولية مشتركة".