يعتبر الخروج إلى البر وممارسة هواية الصيد إحدى الهوايات المحببة للشباب في منطقة الجوف.. وليست الإجازات وحدها التي تحدد مواعيد الخروج إلى البر لممارسة هواية الصيد ولكن ما يحددها هو مواسم هجرة الطيور ومرورها من أجواء المنطقة سواء توافق ذلك مع أوقات الإجازات أم لا. وقبل عدة أيام بدأت مجموعات من شباب المنطقة في الخروج للبر لقضاء بقية أيام الإجازة وخاصة الموظفين لملاحقة "الهيض" واصطيادها بعد أن أكد لهم عدد من المواقع المتخصصة بالصيد بدء الهيض الاثنين الماضي, فيما بدأت بعض الطيور المهاجرة في عبور المنطقة منذ العشر الأواخر في رمضان. ويركز الكثير من هواة الصيد على طيور القمري و"الصعو" و"الخضاري" وهي الأكثر مرورا بالمنطقة فترة "الهيض" إضافة إلى أنواع أخرى يطلقون عليها "الكرك" و"المرعي", ويقومون في المتوسط بصيد 50 إلى 60 طائرا في اليوم الواحد. وعادة ما يخرج هواة الصيد على شكل مجموعات تضم المجموعة من 6 إلى 10 أشخاص معهم من 3 إلى 5 سيارات وأسلحة متنوعة, حيث يخرج كل اثنين بسيارة ومعهم سلاح من نوع "شوزن" و"خرازة" ويعودون آخر النهار كل مجموعة لديها ما يفوق العشرة طيور, ويتجه الشباب إلى منطقة الحماد غرب منطقة الجوف بالمقام الأول والبعض منهم يبحث عن المشاريع الزراعية في منطقة بسيطا والمزارع الصغيرة داخل المدينة لاصطياد الطيور أثناء فترة استراحتها على الأشجار العالية وبين الأعشاب باحثة عن الظل. وتبدأ رحلة الصيد باتفاق مبكر بين مجموعة من الشباب وتحديد ميزانية الرحلة وتوزيعها بالتساوي على الفريق وكذلك تحديد الأسلحة التي سيتم اصطحابها معهم حيث لا يكفي سلاح أو اثنان لرحلة الصيد, كما يصطحبون معهم المستلزمات البرية وخياما للجلوس والنوم ويتجهون هناك لقضاء أسبوع في الغالب. وعلى الرغم من خروج هواة الصيد في مجموعات إلا أنهم لا يفضلون السير في الطريق مع بعضهم البعض خوفا من مصادرة نقاط التفتيش لجميع أسلحتهم وفشل رحلتهم. يقول أبو أحمد إنه منذ نهاية رمضان اتفق هو وزملاؤه أن يتجهوا ثالث أيام العيد للبر والمبيت حتى الأربعاء بعد أن شاهدوا على موقع متخصص لهواة الصيد أن "الهيض" يمر من منطقة الجوف ثالث أيام العيد, وذلك لاصطياد الطيور. وأشار إلى أنه تم الاتفاق فيما بينهم وتم توزيع الميزانية بين المجموعة وخرجوا ليلا للمبيت في البر، وقال استيقظنا في الصباح الباكر وخرجنا في جهات مختلفة للصيد منذ السابعة صباحا وعدنا عند الساعة الخامسة عصرا بصيد 70 طائرا من "الصعو والقمري والخضاري", وبعد أن عدنا ليلا بدأنا في تسخين الماء ونزع ريش الطيور وإعداد طعام العشاء عليها مع الأرز, مشيرا إلى أنهم يجدون متعة كبيرة في رحلات الصيد كتلك التي يجدونها في مذاق لحوم الطيور. ويقول أبو عبدالعزيز إنهم يتفرقون في تحركاتهم خشية نقاط التفتيش المنتشرة للبحث عن الأسلحة مع هواة الخروج للصيد فهم أيضاً يعرفون مواسم الصيد، ويقول فقط الدوريات هي العائق الوحيد الذي نخشى أن يفسد علينا رحلتنا فلذا نفترق حتى لا تصادر جميع أسلحتنا، وبين أنهم يصطحبون معهم حافظات كبيرة للتبريد تحتوي على الثلج ليحفظوا بها طيورهم حيث يعودون من رحلتهم ولديهم ما يفوق 200 طائر بخلاف ما استهلكوه في إعداد طعامهم أثناء الرحلة. وأوضح أبو فهد أنهم يمتلكون مستلزمات حديثة ولم يعد الوضع متعبا كالسابق في رحلات الصيد حيث يمتلكون "نتافة" آلية لنتف ريش الطائر وتجهيزه للطبخ أو الشوي, كما يمتلكون شواية كهربائية تعمل على بطاريات لا تحتاج سوى الجمر ويقومون بشوي صيدهم كل ليلة وتناول طعام العشاء. وأشار إلى أنه يعشق هذه الرحلة ويحدد موعد إجازته سنويا مع وقت "الهيض" إلا أن هذا العام صادف الحظ أن يكون "الهيض" مع إجازة الفطر التي تعد الأطول بالنسبة للموظفين السعوديين.