وجه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، ببناء خطوط حديد لربط أجزاء واسعة من المملكة بخطوط برية سريعة، سهلت تنقل المواطنين وأسهمت في تنمية الاقتصاد المحلي، ومنها طريق حائل- الجوف الدولي، الذي شق صحراء النفود الكبرى وربط الشمال ببقية أجزاء المملكة، وربط الطريق الدولي بدول الخليج العربي وسورية وتركيا وأوروبا بطريق سريع يمتد حتى العاصمة الرياض والعواصم الخليجية الأخرى، وربطها بطريق المدينةالمنورة- رفحاء- حائل. ويعد مشروع سكة حديد "الريل" المشروع الاستراتيجي في منطقة شمال المملكة، ويربط مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية بمناطق التصنيع في رأس الخير على الخليج العربي مرورا بمناطق الجوفوحائلوالقصيم والمنطقة الشرقية بطول 1392 كلم. وبدأت شركة الخطوط الحديدية "سار" التشغيل التجريبي للخط بنقل أول شحنة فوسفات من مناجم شركة التعدين العربية السعودية "معادن" بحزم الجلاميد بعربات مخصصة عبر الخط الحديد، وتفريغها في رأس الخير. وسيعزز المشروع الاستراتيجي وسائل النقل، ويسهم بشكل رئيس في استغلال الثروات المعدنية بالمملكة. وبدأ العمل في المشروع منذ عام 2006 بتوقيع عقود تسوية الأعمال الأرضية في منطقة النفود، تبعها توقيع عقود الأعمال المدنية ومد السكة الحديد عام 2007 مع شركات محلية وعالمية متخصصة. وفي عام 2009 تم توقيع عقود تصنيع وتوريد القاطرات والعربات الخاصة بنقل المعادن التي تم توريدها في نهاية عام 2010. وقامت "سار" بمجرد اكتمال بناء الخط التعديني بعمل الاختبارات اللازمة للخط والعربات والقاطرات، وبدأت التشغيل التجريبي، حيث قامت بنقل أول شحنة تجريبية مكونة من أربع عربات بحمولة بلغت 200 طن، وتم فيها اختبار طرق التحميل في حزم الجلاميد وطرق التفريغ برأس الخير. وسيتبع ذلك زيادة تدريجية في عدد العربات والحمولة في كل عربة ليصل عددها إلى 155 عربة بحمولة إجمالية تتجاوز 15 ألف طن في الرحلة الواحدة بحسب الخطة التشغيلية. ويعد المشروع من المشاريع العملاقة حيث تطلب إنشاؤه إزاحة أكثر من 350 مليون متر مكعب من الرمال والصخور، وبناء وتشييد 71 جسرا و912 عبارة، وأكثر من مليوني عارضة إسمنتية، و170 ألف طن من القضبان الحديد. وعملت "سار" مع مقاوليها بوتيرة متسارعة ليتزامن اكتمال الخط الحديد، والبدء في نقل خامات الفوسفات مع جاهزية مصانع شركة "معادن". وتمكنت "سار" من الوفاء بالتزامها تجاه تنفيذ المشروع ضمن الجدول الزمني المتفق عليه مع شركة معادن. وتعمل "سار" حاليا، إضافة إلى تشغيلها لخط التعدين، على إنهاء خط الركاب والبضائع الذي يمتد من الرياض إلى الحدود الأردنية مرورا بسدير والقصيموحائلوالجوف، إذ تم طرح منافسات إنشاء محطات الركاب لكل من الرياض والمجمعة والقصيموحائلوالجوف والقريات، إضافة إلى الانتهاء من طرح منافسات قطارات الركاب التي ستكون بمواصفات عالمية ترقى لمستوى التطلعات. من جانبه، أبدى الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية "معادن" المهندس خالد بن صالح المديفر سروره لتنفيذ هذا المشروع الوطني الاستراتيجي الذي يعد أحد المرتكزات الأساسية في منظومة الخطة الأساسية، التي عملت عليها حكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة المالية وشركة معادن لبناء قاعدة من الصناعات التعدينية، التي تعزز من إيجاد صناعة تعدينية عملاقة، ونقل وتوطين التقنية، وتعظيم الفائدة لأبناء هذا الوطن، وفتح آفاق جديدة من الفرص الوظيفية تصل إلى 6700 وظيفة. وأكد أهمية سكة حديد القطار بالنسبة إلى مشاريع معادن للفوسفات والألمنيوم التي تصل تكاليفها إلى 63 مليار ريال، حيث سيتم استخدام القطار لنقل حوالى 10 ملايين طن سنويا أي قرابة 30 ألف طن يوميا من الخامات المعدنية والمواد الأخرى من منجم حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية ومنجم البعيثة في منطقة القصيم إلى مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية بالمنطقة الشرقية، ما يخفف من حركة ما يقارب من 1200 شاحنة يوميا كانت تستخدم في نقل الخام.