في خطوة رد رسمية على تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، التي تطاول خلالها على مملكة البحرين قالت الحكومة اللبنانية: إن نصر الله لا يعكس الموقف الرسمي للدولة، ولا يعبر عن رأي الشعب اللبناني. وقال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام: إن مساحة التنوع السياسي في لبنان يجب ألا تكون مبرراً لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية، في حين شن وزير العدل اللبناني أشرف ريفي هجوما على الأمين العام لحزب الله، وقال "إنه يتصرف وكأنه مرشد الجمهورية الإيرانية، وإن رأي الحزب يعكس الإرادة الإيرانية".
تبرأت الحكومة اللبنانية رسمياً من التصريحات المسيئة التي أدلى بها أمين عام حزب الله حسن نصر الله بحق مملكة البحرين، مشيرة إلى أنها لا تعكس الموقف الرسمي للدولة، ولا تعبر عن رأي الشعب اللبناني. وقال رئيس الوزراء تمام سلام "مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان، التي تسمح بظهور مواقف مختلفة ومتعارضة من الشؤون الداخلية والخارجية على حد سواء، يجب ألا تكون مبرراً لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية، أو بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة أو صديقة. والموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية، تعبر عنه حكومته التي ينطق باسمها رئيس مجلس الوزراء، وليس أي جهة سياسية منفردة، حتى ولو كانت مشاركة في الحكومة الائتلافية. لذلك نؤكد أن ما يصدر عن أي جهة سياسية لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية". وأضاف "أعرب عن حرصي وغيرتي على البحرين، وأتمنى لها كل الخير والتقدم. وأنا متأكد من أنها قادرة على تخطي أي عثرة تواجهها، بفضل حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإخوانه. وللبحرين مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين الذين أسهم كثير منهم في نهضتها ونعموا وما زالوا ينعمون بخيرها، وبالأمن والأمان في ربوعها. وآمل ألا تؤدي أي غمامة صيف عابرة إلى تعكير أجواء الأخوة العميقة بين لبنان ودولة البحرين، أو بينه وبين أي دولة شقيقة من دول مجلس التعاون الخليجي التي لها أفضال كثيرة على بلدنا وشعبنا". من جانبه، وجَّه وزير العدل أشرف ريفي انتقادات مباشرة لحزب الله، واصفا إياه بأنه ينفذ دوراً إيرانياً لا علاقة له بلبنان ومصالحه، وقال: حزب الله يثبت مرة جديدة أنه يقوم بدور الأداة للنفوذ الإيراني في المنطقة، وما المواقف التي صدرت عن أمينه العام، بخصوص البحرين سوى نموذج من هذا الدور الذي بات يعرض مصلحة لبنان وأمنه لأشد الأخطار، كما يؤدي إلى توتير علاقته بالدول الشقيقة والصديقة". وقال في بيان: "ما ألمح إليه حزب الله من تهديد مبطن للبحرين، والإساءة إليها، يتجاوز كل الخطوط الحمراء، وبالإضافة إلى المشاركة في الحرب في سورية، دعماً للنظام الدكتاتوري، والتدخل في العراق واليمن، لحساب إيران وبطلب منها، تأتي التهديدات للبحرين، لتعكس مزيداً من السلبية والأخطار على لبنان، حيث يجيز فريق لبناني لنفسه التصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية، ومقرر سياساتها، والمتحكم في مصيرها، وهو ما نرفضه بشكل قاطع". ومضى ريفي "هذا السلوك يتجاوز بكثير الحق في إبداء الموقف بالدعم السياسي أو الإعلامي، لما يحصل في البحرين أو غيرها من الدول العربية، وهو يؤدي إلى تأجيج الشعور المذهبي والفرقة، ويتناقض تماماً مع أهداف الحوار في الداخل اللبناني الذي يفترض أن يؤدي إلى تبريد الاحتقان، وحفظ الاستقرار". وختم بالقول "ما صدر عن حزب الله يشكل اعتداءً خارجاً عن كل الأصول، وسأطرح هذه القضية على طاولة مجلس الوزراء، وآمل ألا يؤثر موقف حزب الله سلباً على العلاقات التاريخية بين البلدين". .. ومصرع القيادة العسكرية لحزب الله في الجولان اعترف حزب الله في بيان رسمي بمقتل عدد من عناصره في غارة إسرائيلية على محافظة القنيطرة السورية، وأضاف البيان أن القتلى كانوا يقومون بأعمال "تفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل"، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن عدد القتلى يبلغ ستة أشخاص، بينهم ثلاثة قياديين، هم جهاد مغنية، ابن القيادي السابق في الحزب عماد مغنية، والقائدان العسكريان محمد عيسى، وأبو علي رضا، إضافة إلى مهدي الموسوي، وعلي فؤاد، وحسين حسن. وفيما تكتمت الحكومة الإسرائيلية على نبأ القصف، قالت وسائل إعلام عبرية إن الطائرات المغيرة استهدفت عناصر من الحزب كانت تخطط لعملية عسكرية ضد إسرائيل، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات أطلقت صاروخين على سيارات عسكرية، ولم يعرف ما إذا كانت العربات تابعة لقوات الأسد أو لحزب الله.