في وقت تواصلت فيه ردود الفعل الإسلامية والعربية الغاضبة والتظاهرات الرافضة لإعادة صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية التي تعرضت الأسبوع قبل الماضي إلى هجوم إرهابي، نشر الرسوم المتعلقة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، دافع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن حرية التعبير، معتبرا أنها من قيم فرنسا، رافضا في تصريحات صحفية حرق علم فرنسا خلال هذه التظاهرات، وقال "لم ننته بعد من تلك التصرفات، ويجب معاقبتها لأنها غير مقبولة عندما تقع في فرنسا ولا حتى في الخارج".وكان آلاف الأشخاص في العالم الإسلامي تظاهروا أمس وأول من أمس احتجاجا على نشر صحيفة فرنسية مجددا رسما للنبي محمد (ص)، حيث شهدت الأردن وموريتانيا ومالي والسنغال والجزائر والقدس الشرقية ومناطق أخرى في العالم الإسلامي تظاهرات وذلك بعد خمسة أيام من "المسيرة الجمهورية" التي شهدتها العاصمة الفرنسية تنديدا بالإرهاب. وشهدت الاحتجاجات في النيجر أعمال عنف حيث قتل أول من أمس أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 45 آخرون، فيما تم حرق المركز الثقافي الفرنسي في المدينة إضافة إلى تخريب ثماني كنائس، كما تجمع مئات الشباب في عاصمة النيجر نيامي أمس، للاحتجاج على نشر الرسوم المسيئة للإسلام، وطوقت شرطة مكافحة الشغب التظاهرة التي منعت السلطات تنظيمها وقام كثير من المتظاهرين برشق الشرطة بالحجارة في حين أحرق البعض منهم إطارات قديمة وراح آخرون يصرخون "الله اكبر".وتجمع حوالى 15 ألف شخص أمس في جمهورية أنجوشيا في القوقاز الشمالي الروسي، احتجاجا على رسوم الصحيفة الفرنسية، واعرب رئيس الجمهورية يونس بك يفكوروف، في بيان نشر على موقع الإدارة الإقليمية، عن الأسف لأن سلطاتها "تحاول تحريض المؤمنين من مختلف الأديان والقوميات على بعضهم البعض". في السياق نفسه، عد الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس إعادة شارلي إيبدو نشر رسوم متعلقة بالنبي محمد (ص) تصرفا "غير مسؤول"، كما دان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسوم الصحيفة، مطالبا بالكف عن هذه الممارسات المرفوضة والمستنكرة التي ستخلق أجواء من الفرقة والخلاف بين الشعوب.