فيما تنظر المحكمة الإدارية في جدة دعوى قضائية حركها 84 صيدليا مبتعثا، ضد إدارة الرعاية الصيدلية في وزارة الصحة، وذلك بعد أن فوجئوا عقب عودتهم برفض تصنيفهم وظيفيا، أوضح متحدث الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل"الوطن"، أن "الابتعاث متاح في التخصصات الصيدلانية كافة حسب الاحتياجات الفعلية، وأن مسألة التوظيف تتم بناء على تصنيف هيئة التخصصات الصحية". وبموازاة ذلك، تقدم المبتعثون بشكويين منفصلتين، لكل من هيئة حقوق الإنسان، ووكيل وزارة الصحة للشؤون العلاجية، تظلموا خلالهما من ضياع فرصة الابتعاث عليهم، وإهدار خمس سنوات من عمرهم دون فائدة. ويقول المتحدث باسم المبتعثين العائدين إن وزارة التعليم العالي عادلت شهاداتهم، ولكن التخصصات الصحية رفضت تصنيفهم. فيما رفع 84 صيدليا ابتعثتهم وزارة الصحة دعوى أمام المحكمة الإدارية بجدة ضد إدارة الرعاية الصيدلية بالوزارة، بعد أن أصدر مديرها تعميما يقضي بتحديد تخصص الابتعاث لفئة الصيدلة السريرية دون الفئات الأخرى. تبرأت الوزارة من الأمر، وألقت بالمسؤولية على هيئة التخصصات الصحية. ورفع الصيادلة بعد عودتهم إلى المملكة إضافة إلى القضية أيضا شكوى إلى هيئة حقوق الإنسان، وثالثة لوكيل الوزارة للشؤون العلاجية الدكتور طريف الأعمى، تظلموا فيها من ضياع فرصة الابتعاث عليهم، وعودتهم إلى المملكة خاسرين. يقول المتحدث باسم المبتعثين العائدين - فضل عدم ذكر اسمه - ل"الوطن": "نحن 84 صيدليا ابتعثتنا وزارة الصحة لدراسة الصيدلة في الخارج، وقضينا من أربع إلى خمس سنوات في البعثة، ثم عدنا بعد حصولنا على شهاداتنا بنجاح، وتمت معادلة شهاداتنا بوزارة التعليم العالي، ولكننا فوجئنا برفض هيئة التخصصات الصحية تصنيفنا وظيفيا". وأضاف أن "الصيادلة عادوا إلى المملكة وهم يحملون شهادات بكالوريوس، وماجستير، ودكتوراه في علم العقاقير والصيدلة، والأدوية الإكلينيكية، وكانت لديهم آمال كبيرة، ويتطلعون إلى الحصول على حصاد ذلك، وخدمة وطنهم، ولكن ذلك لم يحدث". وأوضح أن "مدير الصيادلة بالوزارة الصيدلي يوسف العومي اتفق مع مساعد أمين هيئة التخصصات الصحية لشؤون التصنيف الصيدلي ياسر طاشكندي على عدم اعتماد شهاداتنا في التصنيف الوظيفي، واقتصار الاعتماد على الصيدلة السريرية، وهو ما أضر بنا، لأن تصنيف الهيئة من متطلبات الحصول على عمل، فأشعرنا ذلك بالإحباط والقهر والظلم". وتابع المتحدث باسم المبتعثين العائدين قائلا: إن "الصيادلة ابتعثوا في تخصصاتهم بموافقات رسمية من وزارة الصحة، ومن مدير الصيادلة السابق بالوزارة الصيدلي بتال البتال، ووزارتي التعليم العالي، والخدمة المدنية"، مشيرا إلى أنهم لم يعانوا من مشكلات سابقة في التصنيف إلا في الفترة الأخيرة. من جهته، قال مدير العلاقات والإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل"الوطن": إن "الابتعاث متاح في كل التخصصات الصيدلانية حسب الاحتياجات الفعلية، والجهة المخولة بمعادلة الشهادات والدرجات العلمية للممارسين الصحيين بما في ذلك المبتعثون هي الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وبناء على تصنيف الهيئة يتم توظيف، أو تعديل مسمى الوظيفة للمبتعث، أو الممارس الصحي". وأكد أن الوزارة تحرص على تطبيق أرقى الأنظمة العالمية في جميع التخصصات الصحية وفقا لما تنص عليه الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والمجالس العلمية الصيدلية.