احتفلت تونس أمس، شعبا وحكومة، بالذكرى الرابعة لثورة الياسمين. وشهد شارع الحبيب بورقيبة، رمز الثورة، أنشطة وفعاليات أقامتها أحزاب سياسية ومنظمات للمجتمع المدني احتفالا بالمناسبة، نشرت فيها الأعلام واللافتات والشعارات. وألقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خطابا قال فيه "إن الثورة كانت لتحرير الوطن والإنسان التونسي، وقد فتحت آفاقا جديدة، بعد أن دفع التونسيون ثمنا غاليا لكسر قيودهم". ومضى السبسي بالقول "إن بلاده عاشت مرحلة صعبة في مواجهة الخطر الإرهابي"، مشيدا بتضحيات الشعب التونسي. وأضاف السبسي أن إقرار الدستور والانتخابات في تونس أديا إلى تقدم المسيرة الديموقراطية في البلاد، مؤكدا أن حكومته ستولي كل اهتمامها لحماية الجيش وقوات الأمن، وسندعم الجيش في حربه ضد الإرهاب. وأضاف "الثورة هي إعلام حر، ورئيس منتخب، ومجتمع مدني، ورئيس الجمهورية هو أحد حراس الثورة، ولهذا سنولي كل اهتمامنا لحماية الجيش وقوات الأمن، وسندعم الجيش في حربه ضد الإرهاب". وشهدت مدينة سيدي بوزيدالتونسية مهد الثورة اليوم احتفالات متواضعة في ذكرى الثورة التي أشعل شرارتها محمد البوعزيزي، ودامت لمدة شهر من أجل تغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية في تونس. وأبرز الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له بمناسبة الذكرى الرابعة لاندلاع ثورة الحرية والكرامة، توفق التونسيين رغم الصعوبات في الخروج من المرحلة الموقتة بسلام وسلاسة، ومغالبة التجاذبات والنزعات الحزبية الضيقة، مما أدى إلى إقرار دستور توافقي، وإنجاز الانتخابات في جميع أطوارها بنزاهة وشفافية، والبدء بإرساء أهم المؤسسات الدستورية بأسلوب ديموقراطي. وأوضح الاتحاد في البيان أن الثورة حققت للتونسيين كافة مكاسب قليلة لكنها ثمينة، من أهمها حرية الإعلام وحق التعبير والاحتجاج، وهو ما أتاح تقوية المجتمع المدني وتدعيم صفات المواطنة وأهمها المتابعة الدائمة للشأن العام، والمراقبة الدائبة لكل القرارات السياسية، وحق نقدها بل والاحتجاج ضدها، كلما تعارضت مع مصالح عموم الشعب ومصالح تونس. ودعا الاتحاد المواطنين كافة إلى أن يكونوا عينا ساهرة على مصالح وطنهم وحماية المبادئ الديموقراطية. في السياق ذاته، أصدر السبسي عفوا خاصا عن 2135 سجينا بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة التونسية، أن العفو شمل إطلاق سراح 1322 سجينا والحد من عقوبة 813 سجينا بعد درس ملفاتهم من قبل لجنة العفو.