تعددت ال"هاشتاقات" وتوحد الألم في المصاب، فزاد مخزون حب الوطن، بهذه الكلمات نستطيع تلخيص الكم الكبير من المشاركات والتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثة الغدر التي خدشت الحدود الشمالية من أطراف وطن نحميه لأننا نحبه ونضحي بأرواحنا من أجله. منذ صباح أمس، شهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حضورا سعوديا موحدا في تبادل التعازي لاستشهاد قائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية واثنين من جنوده أثناء حمايتهم أرض الوطن فجر أمس من غدر الغادرين، فكانت أسماء الشهداء الأبطال العميد عودة البلوي الذي تسلم مهام قائد حرس الحدود بالمنطقة أخيراً، ورفاقه العريف طارق حلوني، والجندي يحيى نجمي، عناوين "التغريدات" في "تويتر". وكان الدعاء بالشفاء العاجل الشريك الرئيس لرفاقهم المصابين العقيد سالم العنزي، والجندي يحيى مقري، ويجمعها كلها الدعاء للوطن بالأمن والأمان. وتمثلت تغريدات السعوديين في عدة هاشتاقات بعضها كان عنواناً للحادثة #هجوم_على_مركز_جديدة_عرعر، و#هجوم_إرهابي_على_حدود_الشمال، وبعضها حمل أسماء الشهداء والمصابين من رجال الأمن. وبتصفح "تويتر" و"الهاشتاقات"، نجد الشعب السعودي حاضرا بكل أطيافه وألوانه وقبائله ومذاهبه وشرائحه في صورة تعكس ألوان الوطن في لوحة التضحية والتعاضد في حدث رغم مرارته وألمه، إلا أنه يزيد السعوديين حبا لوطنهم، وتعاطفا فيما بينهم، وترابطا بين أطرافهم وحدودهم المتباعدة، فقد كانت "جديدة عرعر" المسيطر على نشطاء "تويتر" أمس، كما كانت "الوديعة" مسيطرة عليه في رمضان الماضي أثناء هجوم إرهابي عليها. في هشتاقات "الوحدة" التي ظهرت على سطح الحادث الإجرامي، كتب عضو الإفتاء بالقصيم، أستاذ الفقة بجامعة القصيم الشيخ خالد المصلح، أن "حادثة عرعر" تؤكد أننا في حرب مفتوحة مع فكر منحرف، وأعداء متربصين يتحينون الفرص للنيل منا بأي ثمن، فلنكن على حذر. وكتب الدكتور موافق فواز الرويلي "دون الأرض ترخص الأرواح" مصوراً تضحية جنود الوطن، فيما غرد الكاتب الاقتصادي فضل البوعينين واصفا حال الغادرين بالآية "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون". وكتب الشاعر فهد عافت "أن يشن الجهل والظلام عليك هجوماً، هذا يعني أنك في طريق المعرفة والنور، حفظ الله السعودية من كل شر". فيما كتب الشاعر محمد الوبير معزياً الشمال "ضاق صدرك يالشمال الوسيع ولا تضيق.. والله إن الجند شعبك قبل لبس البدل". وكتب الدكتور عبدالرزاق كسار "هؤلاء من الذين قال عنهم الله سبحانه: "الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا". وكتب عيسى الشلاقي "ضربة مؤلمة لنا، لكن حتى لا تتحقق أهدافهم يجب أن نكون صفا واحدا".