تعتبر الصين من أقوى الدول اقتصاديا وأكثرها كثافة للسكان لكنها عجزت حتى الآن عن فرض نفسها كلاعبة مؤثرة في كرة القدم القارية والعالمية على حد سواء، وهي ستسعى في مشاركتها ال11 في كأس آسيا إلى حجز مكان لها بين الكبار. ووقعت الصين في أستراليا 2015 في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية وأوزبكستان وكوريا الشمالية. ولا يزال الصينيون يتحسرون على ضياع الحلم على أرضهم عام 2004 حين وصلوا إلى المباراة النهائية قبل أن يخسروا أمام اليابان 1/ 3. وما زال المنتخب الصيني يفتقد إلى الإنجاز الذي يفتح له الباب للانضمام إلى قائمة المنتخبات الكبيرة في القارة الصفراء كالسعودية وإيرانوكوريا الجنوبيةواليابان. ولن تكون الأمور سهلة في أستراليا إذ تتكرر المواجهة بين المنتخبين الصيني والسعودي اللذين وقعا في مجموعة واحدة أيضا في التصفيات وفازت السعودية ذهابا وتعادلا إيابا. وتبدو استعدادات المنتخب الصيني لنهائيات أستراليا واعدة إذ لم يذق طعم الهزيمة سوى مرة واحدة في 11 مباراة منذ يونيو الماضي بقيادة مدربه الفرنسي ألان بيران، الذي استلم المهمة قبيل الجولة الأخيرة من التصفيات أمام العراق، حيث تأهلت الصين رغم الخسارة 1/3. لا تملك الصين سجلا حافلا في كأس آسيا التي بدأت المشاركة فيها عام 1976، لكنها ظهرت، وإن لم تحرز اللقب، في المراكز الأولى في مشاركاتها حتى الآن. ويبقى أفضل إنجاز للمارد الصيني في النهائيات تأهله إلى المباراة النهائية في البطولة الثامنة في سنغافورة عام 1984 لكنه خسر أمام السعودية صفر/2، ونهائي بطولة 2004 على أرضه قبل أن يخسر أمام اليابان 1/3. وتعود أبرز إنجازات الصين إلى سنوات بعيدة وتحديدا إلى عام 1936 بتأهلها إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية في برلين، حيث خسرت فيها في الدور الأول أمام بريطانيا صفر/2. ومنذ ذلك التاريخ، غابت الصين عن الساحة العالمية إلى أن ظهرت مجددا عام 1976 الذي شهد أول مشاركة لها في كأس آسيا بعد سنتين مباشرة من انتسابها إلى الاتحاد الآسيوي. ولعبت الصين في نهائيات 1976 في إيران ضمن المجموعة الأولى وحلت فيها ثانية خلف الكويت بعد خسارتها أمامها وتعادلها مع ماليزيا 1/1، لكن بدايتها المتواضعة لم تسعفها في تخطي الدور نصف النهائي فخرجت أمام أصحاب الأرض بخسارتها صفر/2، إلا أنها حلت ثالثة بفوزها على العراق 1/ صفر. وفي المشاركة الثانية في الكويت عام 1980، خرجت الصين من الدور الأول. وبلغت الصين الذروة في نهائيات 1984 في سنغافورة حين حلت وصيفة بعد أن تصدرت المجموعة الثانية في الدور الأول. وفي نصف النهائي تفوقت على الكويت 1/ صفر، ثم خسرت في النهائي أمام السعودية صفر/2. وفي الدورة التاسعة في قطر عام 1988، حلت الصين ثانية في المجموعة الثانية، وفي نصف النهائي، خسرت أمام كوريا الجنوبية 1/2. وأحرزت الصين المركز الثالث في الدورة العاشرة عام 1992 في اليابان. في الدور الأول، حلت ثانية في المجموعة الثانية. وفي نصف النهائي، خسرت أمام أصحاب الأرض 2/3. ومع اتساع رقعة المشاركة في النهائيات الآسيوية، حيث بلغ العدد 12 منتخبا في الدورة ال11 في الإمارات عام 1996، لم تتمكن الصين من تخطي الدور ربع النهائي. وفي النهائيات في لبنان 2000، كان أداء منتخب الصين جيدا في الدور الأول، إذ تعادل مع كوريا الجنوبية 2/2 ثم فاز على إندونيسيا 4/ صفر وتعادل مع الكويت سلبا، وضمن مركزه في نصف النهائي بعد أن تخطى قطر بسهولة 3/ 1، ثم كان ندا عنيدا لنظيره الياباني لكنه خسر أمامه بصعوبة 2/ 3، ثم خسر المارد الصيني أمام كوريا الجنوبية صفر/1 في مباراة تحديد المركز الثالث. وعلى أرضه وبين جمهوره عام 2004، كان المنتخب الصيني قاب قوسين أو أدنى من اللقب الأول لكنه خسر أمام اليابان 1/ 3 في مباراة القمة. وفي نهائيات 2007، وقعت الصين في المجموعة الثالثة التي أقيمت في كوالالمبور، وودعت من الدور الأول بخسارة قاسية أمام أوزبكستان صفر/3. ولم يكن الوضع أفضل في نهائيات 2011 حيث ودعت من الدور الأول. يعول المنتخب الصيني على خبرة مدربه الجديد الفرنسي ألان بيران في البطولة الحالية. وسيحل المنتخب الصيني في أستراليا مع سبعة من لاعبي جوانغجو إيفرجراند بينهم قائد "التنين" جي جينج، والمهاجم لين جوان.