يتلاعب محتالون وسماسرة بالمزكين الذين يخرجون زكاة الفطر أرزا، وذلك ببيعها للمحلات التجارية في الشرقية أو عرضها في حراج الدمام بأسعار زهيدة، وذلك بعدما يرتدون قناع الفقر والعوز والحاجة لاستدرار عطف الناس في شهر رمضان. وهكذا تتحوّل الزكاة العينية إلى سيولة نقدية ضمن صفقات بين "فقير محتال" و"غني مستغل". وبموجب هذا الحلّ التجاري تُباع الزكاة العينية بأقلّ من سعرها الأصلي بكثير. الصفقات تتمّ على مرأى ومسمع من الجميع. يحدث ذلك كلّ عام بترتيب مسبق بين أشخاص تبدو عليهم سمات الفقر وآخرين من أصحاب بقالات تجارية، بعضهم من العمالة، لتحويل زكاة الفطر إلى مشاريع مرابحة في سوق سوداء تدار علناً. وطبقاً لجولة ميدانية قامت بها "الوطن" أمس فإن بعض مالكي المحلات والمراكز التجارية يتلقون عروضاًَ بشكل متكرر، من مواطنين ومقيمين يقدمون كميات كبيرة من الأرز بنصف قيمتها الحقيقية في السوق، وبعضهم يعترف بأنها زكاة الفطر التي حصلوا عليها. وقال مالك متاجر "الراحة" لبيع المواد الغذائية في الدمام علي آل يصبا "نرفض التعامل مع مثل هذه العينات إلا أن معظم من يمارس هذه الأدوار هم من المسنين والرجال والنساء والأطفال، حيث يقفون أمام محلات تجارية تعرض الزكاة للحصول عليها ثم إعادة بيعها للمحلات نفسها بأسعار زهيدة". وأشار آل يصبا إلى وجود سماسرة يبيعون كميات كبيرة من الأرز في حراج الدمام بأسعار زهيدة، وبعضهم يعرضون كميات كبيرة على محلات بيع المواد الغذائية بنصف سعرها، موضحاً أن بعض أنواع الأرز حجم 10 كيلو جرامات تباع في السوق بقيمة تفوق 100 ريال بينما تنخفض أسعارها إلى 50 ريالا من السماسرة. ووجه آل يصبا اتهاماً إلى بعض العمالة الوافدة بأنها "تبرم اتفاقات مسبقة مع بعض المراكز التجارية لإعادة بيعها عليهم". من جهته، قال محمد إسلام، بائع في أحد المتاجر غرب الدمام، إن هناك أشخاصاً يجلسون أمام المتاجر في رمضان لطلب الزكاة، وهم من يقومون حالياً بتسويق كميات كبيرة من الأرز". إلى ذلك، قال مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات (السوق) الدكتور عبدالواحد المزروع إن البعض يتاجر ببيع الزكاة بإعادة بيعها، وهم في غير حاجة لها، مشيراً إلى أن إخراج الزكاة والصدقات عبر الجمعيات الخيرية أمر مجد لأنها أكثر الجهات موثوقية، فالجمعيات الخيرية تبحث وتدقق في وضع الأسر الموجودة في قوائمها، لذا فعلى المواطن أن يقدم زكاته وتبرعاته من خلالها حتى يضمن وصول أمواله لمن يستحقها.