سجل الحرف العربي حضورا قويا وفرض وجوده أمس، وتسيد المشهد الثقافي دوليا في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية. وقال رئيس الهيئة الاستشارية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونيسكو الدكتور زياد الدريس: إن (أرابيا) قرّرت أن يكون المحور الرئيس لليوم العالمي للغة العربية لهذا العام هو "الحرف العربي" بالتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، نظراً لما يمثله الحرف العربي من قيمة في الرمز للغة العربية المحتفى بها، وما يمثله من حضور لافت على مستوى الثقافات والحضارة البشرية. وأضاف الدريس خلال احتفاء منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في مقرها بباريس أمس: أن الاحتفاء بالحرف العربي كرّس إعادة لفت الانتباه إلى أهميته وجماله واستحضار قيمته العالية التي تمثل ما يشبه الاتفاق الجمعي العالمي على مكانته في الحضارة البشرية، مبينا أن الندوات المخصصة لهذا الموضوع حظيت بمشاركة واسعة من الخبراء اللغويين مع جمع من الكتاب والباحثين والدبلوماسيين والإعلاميين والعاملين في اليونيسكو. ونظمت اليونيسكو ثلاث ندوات، الأولى عن "اللغة العربية بين الهوية الثقافية والقرار السياسي" والثانية عن "تاريخ الحرف العربي وعلاقته باللغات الأخرى" والثالثة عن "الخط العربي ووسائل التقنية". وتسعى (أرابيا) التي أنشأتها اليونسكو عام 1999 من خلال نشاطاتها إلى توفير إطار يمكن فيه البلدان العربية تنمية تراثها الثقافي، بحيث يصان الماضي مع التركيز بوجه خاص على المستقبل، وينفتح العالم العربي على التأثيرات والتكنولوجيا الجديدة مع الحفاظ على سلامة التراث العربي. في العاصمة الرياض افتتح رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للغة العربية الدكتور أحمد السالم فعاليات نادي الرياض الأدبي، وتجول في معرض الخط العربي المصاحب للفعاليات الذي احتوى على نماذج من الخط العربي، ولوحة "اكتب بالعربية للعربية" التي شارك بالكتابة فيها عدد من الشباب، بعدها بدأ الحفل الخطابي، وألقيت قصيدة "بوح خاص للغة العربية" ألقتها الدكتورة هيا السمهري، منها: هي المعشوقة الأولى لقيس بها ناجى المهلهل دار سلمى وأنشد شاعر النيلين فيها عرين الفكر قد هاجت شجوني لدرس النحو عشق في كياني وحل الشعر ألفاظاً ومعنى فيما لفت رئيس مجلس إدارة النادي المشرف العام على الاحتفال الدكتورعبدالله الحيدري، إلى أن إدارة النادي لم تنس الرواد ممن أفنوا أعمارهم في خدمة اللغة، حيث أقر النادي تكريم اثنين منهم وهما عبدالله الحقيل، والدكتور محمد الهدلق. وذكر الحيدري بأنه قبل سنوات عنيت البلديات بتغيير العجمة في اللوحات وربطت تجديد الترخيص بتغيير اللوحات من الكلمات الأجنبية فاستجاب أصحابها فورا لذلك، وعنيت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل سنوات باعتماد الكلمات العربية بدلاً من الكلمات الأجنبية التي كان يرددها معلقو المباريات الرياضية، واستمرت حتى اليوم، وناشد الحيدري وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة لإيقاف العبث الذي يمارسه بعض التجار ضد لغتنا وهويتنا، وقال: نتمنى أن يصدر نظام صارم يجرّم استخدام مول وهايبر وسوبر ماركت وغيرها من العبارات. الخط العربي "المشرقي" تفوق على "المغربي" لازدهار الحضارة "شرقاً" المحمد صالح: الحرف كائن حي وكلما كانت المسافات متساوية بينها أكسبتها حرية التنفس. وفي الأحساء قال متخصص في الخط العربي: "إن الخط أنموذج حياة، وإن الخط العربي "المشرقي" تفوق على الخط العربي "المغربي"، لازدهار الحضارة في المشرق وتأخرها في المغرب، لافتاً إلى أن الخط المغربي خط جميل، وتكون فيه الجمالية وحدة كاملة متكاملة، على عكس الخط "المشرقي" يعتمد على قاعدة النقطة في مقياسه وميزانه. وأشار عبدالله المحمد صالح في كلمته خلال ندوة "جماليات الخط العربي" في نادي الأحساء الأدبي، مساء أول من أمس، بمشاركة الخطاطين عباس بومجداد، وصالح النينياء، إلى أن الحرف ينطبق عليه ما ينطبق على الكائن الحي، وأن له لحظة نشوء، ثم تطور وارتقاء، ويعتريه ما يعتري الكائن الحي من ضعف وقوة. بينما ذكر صالح النينياء أنه استفاد من خبرات الخطاطين الآخرين في الوطن العربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني. وأبان عباس بومجداد أن الخط العربي يحاكي تطور الإنسان بشكل واقعي، وأن الخطاط العربي تفنن في الزخرفة الإسلامية. في تبوك قال المتحدث الإعلامي للنادي الأدبي عبدالرحمن العكيمي إن ناديه ينظم محاضرة عن تدريس العربية لغير الناطقين بها، وينظم الأحد المقبل أمسية بمحافظة الوجه بعنوان "الحرف العربي نشأته وجمالياته" يلقيها الدكتور محمد الشنطي. بينما أجلت جامعة تبوك احتفالها باليوم العالمي للغة العربية إلى صباح الأحد المقبل. في الوقت الذي احتفت فيه إدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة باليوم العالمي للغة، إضافة إلى احتفاءات وزارة الثقافة والإعلام عبر المكتبات العامة في سائر المدن والمحافظات. ففي جدة أكد مدير عام التربية والتعليم بجدة عبدالله الثقفي أن اللغة العربية لها مكانتها المثلى، والاحتفاء بها يجب أن يكون في كل وقت وحين لسمو قيمتها، لأنها لغة القرآن الكريم ولغة التواصل والبيان ولغة الفقه والعلم، وإحياء التحدث بها في المناشط والفصول لأن المدرسة هي أداة التنوير.