من خلال أحاديثي المتنوعة مع الشباب، في أكثر من مرة وفي غير بيئة، ومع مختلف الأعمار، تتجدد صدمتي. الوضع أصبح بلا مبالغة خطير، وإذا لم تسارع المؤسسات التربوية والتوعوية في مناقشة هذه الظاهرة والعمل على علاجها فإنها ستصل إلى حد الكارثة. نحن بحاجة ماسّة للاهتمام من قبل المعنيين لمواجهة هذه المشكلة. نعم أنا أعني ما كتبت في السطور السابقة، إنها "صدمة" و"كارثة" و"مشكلة"، لأنني أتحدث عن حال شبابنا مع "الصلاة"، التي أصبحت بلا مكانة في قلوبهم، ولا يشعرون بقيمتها في حياتهم، فتهاون كثيرٌ منهم بها، واستخف بأوقاتها، وأركانها، ومنهم من يؤديها وهو غير متوضئ، وهذا ما عبّر عنه الشباب أنفسهم. وقد أبلغني أحدهم أنه كان يصلي وقتين أو ثلاثة معاً، وذلك حين عودته من ساحة التفحيط!! وأن بعض من يعرفهم لا يصلون أغلب الصلوات، ومن غير عذر. لم أبالغ في نقل الصورة لكم، وأكثركم يعلم ذلك، ولكن هل تصور أحدكم لو استمر حالنا مع الصلاة بهذا التدهور، أين سينتهي بنا المطاف؟ ما نلاحظه من تزايد أعداد الشباب في أماكن التجمعات المشبوهة من مقاه وساحات تفحيط وتخريب، وتزايد المدخنين والمدمنين، وأصحاب القضايا غير الأخلاقية وما يتبعها، كل ذلك بسبب تضييع الصلاة والتهاون في شأنها، قال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، وفي الحديث: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً) "رواه ابن أبي حاتم في تفسيره".