في الوقت الذي أكد فيه متخصص في شؤون الطاقة أن انخفاض أسعار النفط الحالي يعود إلى عوامل اقتصادية بحتة وليست سياسية، وكان النفط قد هبط إلى ما دون 77 دولارا للبرميل أمس، أشار عضو مجلس الشورى المختص في شؤون الطاقة الدكتور فهد بن محمد بن جمعة في حديثه إلى "الوطن"، إلى أن العوامل المؤدية لانخفاض أسعار النفط تعود إلى السوق، إذ أن العرض أكثر من الطلب، مبينا أن الطلب على النفط متدن عالميا وكذلك النمو في النفط في عدد من دول العالم، فضلا عن قيمة الدولار المرتفعة، محذرا من تراجعه إلى ما دون ال75 دولارا، كونه يوقف مشاريع الطاقة المتجددة والبدائل الأخرى، لافتا إلى أنه يحق للمملكة العربية السعودية أن تحقق إيرادات كافية، بعيدا عن أية عوامل سياسية، مؤكدا أن الاضطرابات السياسية يفترض أن ترفع أسعار النفط ولكن لم يحدث ذلك، ما يدل على أن الارتفاع بسبب عوامل اقتصادية، لا سيما أن دول من خارج أوبك بدأت تضخ نفطها مثل ليبيا. وأوضح ابن جمعة أن وصول أسعار النفط إلى مستوى 75 دولارا يعد مؤشرا خطيرا، إذ يوقف ذلك عددا من مشاريع التنويع في مصادر الدخل والطاقة البديلة. وتراجع النفط إلى أدنى مستوى في أربع سنوات دون 77 دولارا للبرميل أمس، تحت وطأة تخمة المعروض وعدم التيقن بشأن ما إذا كانت أوبك ستخفض الإنتاج في اجتماعها بعد أسبوعين. وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تحجم عادة عن التكهن بأسعار النفط في تقريرها الشهري، إن الأسعار قد تنزل بدرجة أكبر في 2015 وإن الضغوط تتزايد على أوبك لتقليص المعروض. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة إلى الولاياتالمتحدة والدول الصناعية الأخرى: "ما لم تقع أي تعطيلات جديدة للمعروض فإن الضغوط النزولية على السعر قد تتصاعد في النصف الأول من 2015". وارتفع برنت 64 سنتا إلى 78.13 دولارا للبرميل بعد أن نزل في وقت سابق من الجلسة إلى 76.76 دولارا. واستقر الخام الأميركي دون تغير عند 74.21 دولارا. وبحسب بيانات، تراجع برنت لثمانية أسابيع متتالية في أطول موجة خسائر أسبوعية له منذ بدء رصد الأرقام في 1988. وكان خام القياس وصل إلى 115 دولارا في يونيو.