وضع مقرر الأممالمتحدة المعني بحقوق الإنسان في الجمهورية الإيرانية، أصبعه على الجرح، حين أعلن أمس، عن تنامي الإعدامات في إيران، مما اعتبره مؤشراً على تدهور وضع حقوق الإنسان في إيران، جراء السياسات الإيرانية المتعنته، لا سيما مع الأقليات. وجاءت تصريحات أحمد شهيد مقرر الأممالمتحدة المعني بحقوق الإنسان، بعد حوالي 48 ساعةً من قتل السلطات الإيرانية ريحانة جباري، التي قتلت "دفاعاً عن النفس" ضابطاً إيرانياً حاول اغتصابها. شهيد قال في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأممالمتحدة، قبل وضع تقريره على طاولة اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة عن حقوق الإنسان في إيران، "إن عدد الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام يثير الصدمة". وأبرز شهيد ما قال عنه "نطاقاً واسعاً" من الجرائم التي تنفذ بشأنها عقوبة الإعدام في إيران، بما في ذلك "الجرائم الاقتصادية والأنشطة السياسية". وأحصى مقرر الأممالمتحدة من تمت تصفيتهم في إيران بعيد تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني سدة الحكم في إيران، بأكثر من "852 شخصاً على الأقل أعدموا في إيران منذ تولي روحاني السلطة قبل عام، منهم 8 من القصر". وعن إعدام ريحانة، لم يخف المسؤول الأممي، صدمته من إعدامها "شنقا"، بعد أن أدينت بقتل رجل أمن طعناً بسكين قالت إنه حاول الاعتداء عليها جنسياً. وأضاف "شعرت بالصدمة خلال اليومين الماضيين حيال إعدام السيدة ريحانة جباري، وكنت قد أثرت قضايا تتعلق بإدانتها مع الحكومة الإيرانية، ولم أتلق ردوداً مرضية بشأن النقاط المثارة والتي تعلقت بشكل أساسي بعدالة المحاكمة". وسلط الضوء على ما قال إنه "استمرار الاضطهاد" من قبل الحكومة الإيرانية ضد الأقليات الدينية، ك"السنة، والمسيحيين، والبهائيين، والدراويش (الصوفيين)"، التي تتعرض إلى منع شعائرها الدينية، ويتم تخريب بعض الأماكن المقدسة والمقابر ودور العبادة التابعة لها. وأكد شهيد على أن "السلطات أعدمت 4 نشطاء ثقافيين من عرب الأهواز منذ بداية 2014 وحتى يونيو الماضي، ومن المتوقع أن يتم إعدام عدد آخر من ناشطي الأكراد". ووصف روحاني ب"العاجز" عن تسوية هذه المشكلة وقلب هذا الاتجاه والوفاء بوعوده في هذا الموضوع، لافتاً إلى أن الرئيس الإيراني ينقصه دعم البرلمان للعمل على دفع برنامجه السياسي. في المقابل، لم ترق لطهران تصريحات المسؤول الأممي، وقالت إنه يعتمد على تقارير وصفتها ب"الكاذبة"، حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، قاطعةً بمنعه من زيارة إيران مرةً أخرى، فيما لو تم طلب الزيارة من قبله. من جانبها عارضت واشنطن وبشكل واضح، إعدام السلطات الإيرانية لريحانة جباري، على خلفية قتلها ضابطاً في أحد الأجهزة الأمنية الإيرانية، دفاعاً عن نفسها، بعد أن حاول اغتصابها. وشككت الولاياتالمتحدة الأميركية بمجريات محاكمة ريحانة، بحسب ما جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، التي قالت في بيان لها "ندين إعدام إيران، لريحانة جباري. هناك شكوك جدية بشأن عدالة المحاكمة والظروف التي تحيط بهذا الملف، وضمنها تقارير تشير إلى الحصول على اعتراف بموجب ضغوط شديدة".