كرست الحضارة الإنسانية عبر أجيال كثيرة مفاهيم عامة تؤكد على تفوق الرجل واحتكاره للمبادرة والسلطة ، أمام ضعف المرأة بوصفها وسيلة من وسائل متعته ، وحين كان الناس أكثر تقى والرجال أكثر رجولة ، لم تكن المجتمعات تشكو من اعتداء الرجال على النساء ، لكن اليوم مع تزايد المظاهر المادية ، والاغتراب النفسي والعاطفي والتوحش الاستهلاكي ، تغير كل شيء ، فقد نشر موقع أربيان بزنيس، وهو موقع متخصص في المال والأعمال وعنوانه (http://www.arabianbusiness.com/arabic/595037 ) تقريراً عن التحرش الجنسي نقلته صحف عربية وأجنبية ذكر فيه أن 90% من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي في أماكن العمل ، ومن ذلك عبارات خادشة للحياء ، وتعابير جنسية فاضحة ، والزعم بأنهن غير قادرات على العمل بسبب جنسهن ، واعترف 10% من النساء اللاتي استطلع رأيهن في الموضوع ، بأنهن تعرضن لشتى أشكال المضايقة الجنسية ، وحصلن خلالها على وعود بالترقية، أو زيادة الراتب مقابل تنازلات جنسية . وجاء في التقرير، أن أكثر أشكال المضايقة الجنسية انتشاراً هو الغزل المفرط ، ووصف مفاتن جسد المرأة بهدف جرها لعلاقة عاطفية ، وغالباً ما ينتهي ذلك بترك المرأة وظيفتها. وفي تقرير بثته رويتر عن معهد أبسوس جاء أن 10 % من الرجال العاملين تعرضوا للتحرش الجنسي من قبل رجال آخرين ، وفقا لاستطلاع شمل 22 ألف شخص من 24 دولة ، وقال نائب رئيس شركة أبسوس لأبحاث السوق "عندما يحاول كبار الشخصيات ممارسة الجنس مع موظفيهم لأنهم يعملون لديهم وليس لأن (هذه الشخصيات) تريد علاقة حقيقية، فإن هذا ليس تحرشا فحسب ولكنه استغلال". لكن التحرش لا يقتصر فقط على أماكن العمل ، بل ينتشر أيضاً في الأسواق ، حيث يزداد الازدحام في فترة الأعياد ، وربما علينا أن نذكّر أن جميع القوانين في العالم تعتبر التحرش الجنسي جريمة يعاقب عليها القانون ، ويمكن أن يقدم الشخص نصيحة للنساء مثل : لا تجعلي من نفسك محط أنظار الرجال ، لكن هذه بالذات بالنسبة للمرأة أقرب ما تكون إلى نكتة. ولذلك أفضل نصيحة هي أن تكون محتشمة وجادة ، فالرجل يزداد احترامه بالقدر نفسه الذي تبدو فيه المرأة جادة ومحتشمة.