دعا سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إلى احتواء المعوقين ودمجهم في المجتمع، بدعوتهم في المناسبات وتهيئة الوظائف الملائمة لهم وأن نمكنهم من إكمال التعليم، لما ينفعهم، لافتا النظر إلى أنه يجب على المعوق أن يرضى بأمر الله وأن لا يستسلم لهواه، فيصبر ويرضى بما قضى الله وقدر. وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس: إن الله خلق الخلق متفاوتين في القوة والضعف وفي الغنى والفقر والصحة والمرض بحكمة أرادها، ومن كمال فضله أن جعل هذا التقابل بين الناس مبنياً على التقوى والعمل الصالح، فقيمة الانسان وعظم مكانه إنما هو في صلاح قلبه وعمله، وغير صلاح قلبه وعمله مهما يكون الحال ليس فيه صحة كما في صحة بدنه ولا سلام جوارحة ولا حسن مظهره، يقول الله جل وعلا "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"، ويقول صلى الله عليه وسلم "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". وأضاف: كم سبق معوق إلى الله بإخلاصه وإيمانه الصادق وأعماله الصالحة وفي شؤون الدنيا، كم من معوق ذي همة عالية وسمت به همته إلى أن ينافس الأصحاء والمعافين ونافسهم فقدم لأمته من الخير والأعمال ما لم يقدمها غيره. وأوضح أن الإسلام قد اعتنى بشأن المعوقين وذوي الحاجة الخاصة اعتناءً عظيماً ودعا إلى اكرامهم والرحمة بهم والشفقة عليهم والإحسان إليهم والوقوف بجانبهم وقضاء حوائجهم، وعدم احتقارهم وازدرائهم، فهذا رسول الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول لمن يؤم الناس (أيها الناس أيكم أم الناس فليخفف، فان وراءه الصغير والكبير والمريض وذا الحاجة)، ولما فرغ من العشاء في ليلة من الليالي قال (لولا سقم السقيم وضعف الضعيف لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل)، وأم في أصحابه يريد أن يطيل في القراءه فسمع بكاء الصبي فخفف وقال (سمعت بكاء الصبي فأشفقت عليه فخففت القراءة). وبين المفتي أن أصحاب رسول الله راعوا المعوقين أحسن رعاية واهتموا بهم أحسن اهتمام وتقربوا بذلك إلى الله جل وعلا، كذلك سار على نفس النهج السلف الصالح، ليس لأنها حق من حق الإنسانية أو مادية ولكنها عبادة وطاعة لله يتقربون بذلك إلى الله تعالى، مؤكدا أن الإسلام سبق غيره بهذه الحقوق العظيمة، والمسلم في أمس الحاجة إلى أن يكون أشفق الناس وإكرام المعوقين وذي الحاجة الخاصة والعناية بهم في كل أحوالهم. وأوصى آل الشيخ القائمين على رعاية المعوقين من أولياء الأمور والأقارب والأصدقاء والزملاء في العمل بالتحلي بآداب التعامل معهم وأن يستشعروا نعمة الله عليهم الذي عافاهم وفضلهم على كثير من خلقه. وقال: أيها المسلم انظر إلى المعوق نظرة إيجابية، وسهل قضاء حاجاته في تنقلاته وقيامه وقعوده ودخوله وخروجه وغير ذلك وفي توفير وسائل النقل له التي قد تشق عليه وإن توفرها له عمل صالح ترجو به ثواب الله.