أقر القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، أمين حسن عمر، بوجود خلافات عميقة داخل الحزب بسبب ترشيح الرئيس عمر البشير لولاية رئاسية جديدة، مؤكداً أن قيادات داخل المجلس القيادي تعارض الخطوة. ونفى في الوقت ذاته ممارسة الحزب لضغوط في عملية الترشيح، مؤكداً أن الاقتراع تم بصورة سرية، واستدرك بعدم وجود ديموقراطية مثالية بجانب أن هناك ضغوطا أدبية أو دينية تتم ممارستها، وقال عمر في تصريحات صحفية أمس إن القواعد هي التي تقوم بتجديد قياداتها وأضاف "كل الأحزاب قياداتها تاريخية". في سياق منفصل، توقع مراقبون للشأن السياسي في جنوب السودان نجاح قمة دول شرق ووسط أفريقيا المعروفة باسم "إيقاد" في وضع حل للقتال المستشري في الدولة الوليدة منذ نهايات العام الماضي. مشيرين إلى أن جهود الوساطة بين الطرفين وصلت مراحل حاسمة. وكان كبير الوسطاء سيوم مسفن قد أعلن مؤخراً أن رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، يعتزم زيارة جوبا للقاء الرئيس سلفاكير ميارديت، ومن ثم يدعو لقمة لرؤساء المنظمة بأديس أبابا. وأضاف مسفن عقب وصوله الخرطوم أول من أمس أنه أطلع الرئيس السوداني عمر البشير على نتائج الجهود المبذولة لإيقاف الحرب في الدولة التي تواجه خطر موت الملايين من مواطنيها بسبب المجاعة إذا استمرت أعمال القتال. وقال "أطلعت البشير على الاجتماعات المثمرة التي عقدت في الفترة الماضية التي تم خلالها تجاوز بعض القضايا الحرجة، وأهمها الاتفاق على أن يكون نظام الحكم في دولة الجنوب نظاماً فدرالياً، مشيراً إلى أن الأمر لا يزال توصية في الوقت الراهن". وأوضح مسفن أن التشاور جارٍ الآن مع أطراف النزاع بجنوب السودان. وكشف عن زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي خلال الأيام القليلة القادمة لمدينة جوبا للقاء الرئيس سلفاكير والتشاور معه في الأمر. وكان ديسالين التقى، في وقت سابق، بقائد المتمردين في جنوب السودان رياك مشار، الذي أبدى استعداده للتعاون مع الإيقاد لإيجاد حل للنزاع. وأوضح مسفن أن رئيس الوزراء الإثيوبي سيدعو إلى قمة للإيقاد في أديس أبابا بمشاركة أعضاء المنظمة، لإيجاد الحلول السياسية الجذرية للقضية. وقال "نحن الآن أقرب من أي وقت مضى للوصول إلى اتفاق ينهي الصراع بجنوب السودان، ولكن يجب أن تتواصل الجهود لإيجاد حلول دائمة للقضية".