بينما توعدت وزارة الزراعة، والهيئة السعودية للحياة الفطرية معذبي الحيوانات بعقوبات صارمة، أنشأ عدد من المواطنين حساباً على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "أنا مسلم.. أنا ضد تعذيب الحيوان" لنشر ثقافة التعامل الحسن مع الحيوانات لدى أكبر عدد ممكن من المتابعين. واستنكرت كل من وزارة الزراعة، والهيئة السعودية للحياة الفطرية ما نشر مؤخراً في وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي من مقاطع مرئية يظهر فيها بعض الأشخاص في ممارسات خاطئة في التعامل مع الحيوانات، حيث تصور هذه المشاهد عمليات ضرب، وتعذيب، وحرق لبعضها. وتوعدت الوزارة والهيئة - عبر بيان صحفي مشترك صدر أمس - المخالفين بتطبيق العقوبات التي نص عليها نظام الرفق بالحيوان والأنظمة ذات العلاقة، لردع تلك الممارسات التي لا تتفق مع تعاليم الدين الحنيف، وطالبت المواطنين بالإبلاغ عن أية مخالفات لنظام الرفق بالحيوان على أراضي المملكة. وأكدت الجهتان أن تلك الممارسات تتنافى مع ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف، ولا تمت للقيم الإنسانية والفطرية بصلة، ولا يقبلها العقلاء من الناس. وأوضح البيان أن المملكة من الدول التي تحرص على الحفاظ على الحياة الفطرية، ومتمسكة بالقيم الربانية العظيمة، وتحرص على أن يكون التعامل مع مخلوقات الله بالطرق الشرعية الحضارية، التي تنبع من تعاليم الدين الحنيف، والإرث الإنساني العريق. ونوه البيان بقرار مجلس الوزراء رقم 253 الذي صدر بتاريخ 24/ 7/ 1435 والمتضمن الموافقة على نظام الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولائحته التنفيذية، واللجنة التي شكلت لضبط المخالفات، ووضع آلية لذلك نشرت في وسائل الإعلام في حينه. إلى ذلك، استحدثت وزارة الزراعة رقماً هاتفياً مجانياً هو 8002470000 لتلقي البلاغات عن أي انتهاكات لهذا النظام، والتي يباشرها مختصون، حيث تم ضبط العديد من المتهمين بمعاونة الجهات الأمنية المختصة، وتطبيق لائحة المخالفات بحقهم. وكانت الجهات الأمنية في منطقة عسير قد ألقت القبض الشهر الماضي على ثلاثة شبان سعوديين بالإضافة إلى مقيم، أقدموا على حرق ثعلب بعد أن احتجزوه في قفص حديدي، وصوروا مقطع فيديو يثبت الواقعة، حيث انتشر هذا المقطع وأثار ردود فعل غاضبة في المجتمع الذي استنكر هذا الفعل. من ناحية أخرى، دشن عدد من المواطنين المهتمين بالبيئة حسابا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بهدف نشر ثقافة التعامل الحسن مع الحيوانات ويحرص المشرفون على الصفحة التي استقطبت عدة مئات من المتابعين في أيام معدودة على نشر الصور والمقاطع التي تظهر، والتي توثق إساءة البعض التعامل مع الحيوانات، بهدف مساعدة الجهات المختصة للتوصل إلى مرتكبيها ومصوريها، لكي تنفذ بحقهم العقوبات المقررة. وعبر عدد من المستخدمين المتابعين للصفحة عن استيائهم من الانتهاكات التي تتعرض لها الحيوانات، ومفاخرة البعض بتوثيق هذه التجاوزات، ونشر تلك المقاطع التي تسيء للإنسان المسلم بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة، مطالبين كافة الجهات المتعلقة بمتابعة ورصد كل المتنمرين على الحيوانات "بحسب وصفهم" لتوقيع العقوبات الصارمة عليهم، ليكونوا عبرة لغيرهم.