تركت الحالة البدنية لعناصر الفريق الكروي الشبابي الأول علامة استفهام عريضة أمام المحللين والنقاد الرياضيين وهم يتابعون باستغراب تراجع إيقاع الفريق فنيا وبدنيا خلال مبارياته الرسمية التي خاضها حتى الآن على ثلاث جبهات (كأس السوبر أمام النصر ودوري عبداللطيف جميل للمحترفين وكأس ولي العهد)، ولم يكن من الصعب على أي متابع بسيط للعبة إدراك تراجع لاعبي الفريق وعدم قدرتهم على مجاراة منافسيهم بدنيا مع مضي دقائق الشوط الثاني، حتى أن الأرقام تكشف استقبال شباك حارسه وليد عبدالله لهدفين في الدقيقتين (81 و85) على التوالي خلال مباراتي الشعلة ونجران في جولتي دوري عبداللطيف جميل الرابعة والسادسة، الأمر الذي دفع الجماهير الشبابية للقلق على وضع فريقها، خاصة وأن الموسم لايزال في بداياته. تقرير فني "الوطن" بحثت عن أسباب هذا القصور اللياقي للاعبي الشباب، وتوصلت إلى معلومات ربما تكون بعيدة عن جماهيرهم، حيث كشفت أن المدرب المبعد البرتغالي "مورايس" اعتمد خلال المعسكر الإعدادي قبل بداية الموسم بنسبة أكبر على الجوانب التكتيكية، وكانت الجرعات اللياقية التي يتلقاها اللاعبون أقل بكثير، إذ تستند فلسفته على تصاعد لياقة اللاعبين مع كثرة المباريات وهو الأمر الذي لم يحدث. وعلمت "الوطن" أيضا أن من بين النقاط التي تضمنها تقرير رفعته اللجنة الفنية التي يرأسها عضو مجلس الإدارة فهد القريني وتضم نجوم الفريق سعيد العويران وفهد الكلثم وفؤاد أنور وفهد المهلل، ضعف اللياقة البدنية للاعبين، كأبرز الأخطاء التي ارتكبها الجهاز الفني، ما تسبب في إصدار الإدارة لقرار الاستغناء عن مدرب اللياقة "جواو كونيا" وتعيين مساعده السعودي مشاري الصيرم. فلسفة مختلفة لم يخف الصيرم حقيقة انخفاض المعدل اللياقي للاعبين، وكشف ل"الوطن" أن ذلك يعود لعدم تأقلم اللاعبين مع فلسفة المدرب السابق "كونيا" التي لا تتناسب مع الدوري السعودي، وخاصة في عاملي القوة والتحمل التنفسي، مضيفا "لا أقلل من عمله ولكنه كان يعتمد على الكرة في الكثير من التدريبات وهذا أمر جيد، بيد أن الأفضل جمع التدريبات البدنية والتدرب بالكرة"، وشدد على أن العمل البدني إذا لم يأخذ كفايته في بداية الموسم سواءً في المعسكر الخارجي أو في التدريبات اليومية، سيؤثر سلبا على مسيرة الفريق في باقي الموسم، حتى لو كان العمل الفني ممتاز"، مؤكداً أن العمل البدني العامل الرئيس في تميز الكثير من الفرق حتى على المستوى العالمي، "ستواجه بالتأكيد ضغط مباريات أو أشواطا إضافية، ولاعب كرة القدم حتى لو كان يتدرب جيداً يتبين ضعف لياقته غالباً بعد الدقيقة 70 ويقل عطاؤه في الملعب"، مشيرا إلى أن الدوري طويل وتلعب أحياناً مباراتين في الأسبوع وهناك فترات توقف وهذا يتطلب لياقة متناسقة وعمل برنامج استرجاع خاص لرفع معدلها، وأشار إلى أنه لا يستطيع أن يقوم بعمل أربعة أشهر في 12 يوما "على الأقل سنعمل على تلافي النواقص، هناك أشياء لم يتدرب عليها اللاعبون بدأت في تطبيقها الآن"، خبرة الحسيني وشدد الصيرم على أهمية وجود مساعد المدرب الخبير عبداللطيف الحسيني في الجهاز الفني وحرصه على الجلوس معه يومياً، وقال "الحسيني إضافة كبيرة للجهاز ويطلع لأكثر من مرة على ما أنوي تطبيقه على اللاعبين ويعدل ما يحتاج لتعديل قبل أن يتم اعتماده وتطبيقه على اللاعبين، حتى في برنامج الحصص اليومية أستفيد من توجيهاته، وبحكم خبرته العريضة ومعرفته بالحمل التدريبي يطلب مني ما هو مناسب للفريق سواء بتقليصه أو زيادته، كاشفا أنه طلب من الحسيني أن يقدم ما يراه مناسبا من برنامج ليعمل عليه ولكنه رفض لثقته فيه. يذكر أن الصيرم دخل مجال الإعداد البدني قبل تسع سنوات بدأها في الشعلة لمدة موسمين مع الفريق الأول ثم انتقل إلى الرياض وبعده لسدوس ثم الفيحاء لمدة موسم قبل أن يبدأ العمل في الشباب منذ أربع سنوات تنقل خلالها بين الناشئين والشباب والأولمبي حتى وصل إلى الفريق الأول كمساعد للبرتغالي "كونيا" قبل أن تصدر الإدارة الشبابية قراراً بإقالة الأخير وتعيين الصيرم مدرباً للياقة ضمن الجهاز الفني بقيادة الألماني "ستامب" ومساعده عبداللطيف الحسيني.