منذ أكثر من أربعة أعوم لم تصل أسعار النفط إلى المستوى الذي تسجله هذه الأيام، وبلغ بالأمس ما يقارب من 88 دولارا للبرميل أمس الاثنين، الأمر الذي أثار الترقب الذي ساد عددا من دول العالم في ظل المخاوف المتزايدة من انخفاض أسعار النفط في ضوء تراجع الطلب العالمي ووفرة المعروض. تلك هي الأجواء التي سيطرت على مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي في كثير من دول العالم. ويؤكد خبراء اقتصاديون ل"الوطن" عدم استمرارية هبوط أسعار النفط لأدنى مستوى الفترة المقبلة نتيجة ارتفاع الطلب عليها خلال فصل الشتاء، وأنّ هبوط الأسعار الذي شهدته السوق النفطية في الفترة الأخيرة لا يزال محدود التأثير، وموقتا ولا يدعو للقلق. ونزل مزيج برنت الخام عن 88 دولارا للبرميل أمس وهو أقل سعر فيما يقرب من أربعة أعوام بعدما أشارت المملكة العربية السعودية والكويت لعزمهما الابقاء على مستوى الإنتاج المرتفع للحفاظ على حصة كل منهما في السوق حتى وإن كلفهما ذلك انخفاض الأسعار. وأبلغت مصادر مطلعة أن المملكة أوضحت لمشاركين في السوق أنها مستعدة لقبول أسعار بين 80 و90 دولارا للبرميل. واستبعد وزير النفط الكويتي أن تخفض أوبك إنتاجها لتعزيز الأسعار. وهبط سعر مزيج برنت الخام لأقل مستوى منذ ديسمبر 2010 عند 87.74 دولارا في التعاملات المبكرة أمس ولكنه تعافى قليلا إلى نحو 88.10 دولارا للبرميل منخفضا 2.11 دولار عن أمس. وهبط سعر الخام الأميركي 1.60 دولار للبرميل إلى 84.22 دولارا. وأكد خبراء أن انخفاض سعر النفط في الفترة الأخيرة، يعود لارتفاع العرض بشكل يفوق الطلب، يضاف إلى ذلك تباطؤ الطلب العالمي، والعوامل الجيوسياسية غير المستقرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا وبعض البلدان الأفريقية، إلى جانب طفرة الزيت الصخري في الولاياتالمتحدة الأميركية، واستمرار الإنتاج للنفط الليبي والعراقي رغم ما تشهده الدولتان من توترات داخليّة. من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي فضل البوعينين ل"الوطن" أن انخفاض أسعار النفط يؤثر سلباً على جميع الدول المنتجة ويصب لصالح الدول المستهلكة، مؤكداً أن المملكة لن تتأثر من جراء ذلك الانخفاض لعدة أسباب منها تقييم المملكة للنفط بأسعار متحفظة علاوةً على ذلك قدرتها على تغطية احتياجات الإنفاق السنوية إضافةً إلى احتياطاتها المالية الكبرى، وكذلك تدني تكلفة الإنتاج إلى أبعد الحدود يساعد المملكة على الاستقرار وعدم التأثر من هبوط أسعار النفط. وتابع البوعينين: "هناك دول أخرى ترتفع تكلفة الإنتاج فيها إلى مستويات مرتفعة وبالتالي تكون خاسرة فيما لو كسرت أسعار النفط حاجز ال90 دولارا". وعن أسباب هبوط الأسعار أشار الخبير الاقتصادي إلى أن "أسعار النفط تخضع لمتغيرات أساسية إضافةً إلى متغيرات مرتبطة بالأسواق وهناك مؤشرات عن وجود فائض في الإنتاج، إضافةً إلى أن بعض الدول أصبحت تصدر أكثر من السابق وهذا يؤثر سلباً على الأسعار". وأضاف: "من الجانب الاقتصادي فهناك تكتل ضاغط على أسعار النفط وربما يكون هو المؤثر الأكبر في موجة الانخفاضات مؤخراً"، منوهاً أنه عندما تنخفض الأسعار تهب دول النفط لمراجعة حجم الإنتاج وخفضها بما يتوافق مع احتياجات السوق للمحافظة على أسعار النفط.