مصر الذاكرة ضرورية، فمن خلالها يرسم الإنسان صورة لنفسه، أي من خلال تذكر تجاربه والمواقف التي حدثت له، وكذلك من الضروري أن يتذكر الإنسان أفكاره، فهذا يجعله على بينة من أمره. النسيان يقلب كيان الإنسان، فتخرج أفكار كثيرة عند البحث عن الفكرة المفقودة أو المعلومة التي لم تعد حاضرة في الوعي، ولا يعرف الإنسان إن كان سيتذكرها أو سيفقدها إلى الأبد، نحن كمسلمين نؤمن أن للإنسان قرينا شيطانيا.. هذا القرين يجري مع دم الإنسان، ويعرف وظيفة كل عصب، ويراقب أفكار الإنسان بل ويتقمص شخصيته ويتحدث باسم الذات. وبالتالي الشيطان له دور في النسيان والتشتت، وتركيز الإنسان على أفكار معينة له دور أيضا في إصابة الإنسان بالوسواس القهري، كما في حالة التشكيك بقيام الإنسان بعمل ما مثل الوضوء أو عدم التأكد من إقفال باب البيت.. إلخ، عندما ينسى الإنسان الله يقل وعيه وتركيزه فلا يقوم بأعماله على أكمل وجه، وقد يرتكب أخطاء كثيرة بسبب القلق وعدم التوازن النفسي وتشنج الأعصاب بسبب حشد كل القدرات للبحث في الذاكرة عن الفكرة المطلوبة (للعدالة.. يشبه التحري تتبع الأفكار بهدف تذكر المعلومة الضائعة). إذا نسي الإنسان ذكر الله سيفتح الباب للشيطان ليعبث به وبتفكيره وعقله. لذا يجب على الإنسان أن يذكر الله ويطلب الهداية: (واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا)... وقال الله تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم).. ونسيان الله له عدة معان ودلالات منها: عدم ذكره وتبلد الأحاسيس نحو الخالق والإعراض عن هديه ومنهجه. وفي الحديث الصحيح: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت..)، والشيطان يلعب دورا أساسيا في إصابة الإنسان بهذه الأمراض النفسية كالوسواس القهري. يقول الله تعالى: (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس).