بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أكتب عن هذا الموضوع المهم الذي والعياذ بالله أصبح شبه وباء في مجتمعنا وهو «القرين الخناس» والمرموز له بالوسواس الخناس. ولِمَ هو وسواس؟ لأنه يوسوس في النفس البشرية بالآثام والمعاصي. والقرين هو من الجن والإنس وفق قوله تعالى: «الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس» (الآية). يطلع القرين على خفايا النفس البشرية ويعرف نزعاتها من شر وخير بحكم العشرة فهو لا يفارق الإنسان. القرين في الدراسات العلمية يسمونه العقل الباطن، فكانت تتمحور حول مؤثر في داخل الإنسان تحت هذا المسمى، يتعاملون معه بالتحليل النفسي لمعرفة وحل المشاكل النفسية التي لا يستطع الإنسان التخلص منها. القرين بالنسبة لنا كمسلمين، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في القرآن الكريم بأن الإنسان يوجد معه قرين يحاول في كل وقت أن يغويه ويصرفه عن الصراط المستقيم، وهناك علاقة وثيقة بين العقل الباطن أو القرين من جهة، والإغواء من جهة ثانية. وعادة يكون القرين شيطانا يقوى ويضعف حسب إيمان الإنسان وبعده عن الدين. الإنسان مخير وله القدرة على مقاومة إبليس، ويمكن ترويضه وبرمجته بواسطة الصلاة وقراءة القرآن المستمرة وبالأذكار إلى أن يضعف تماما. واذا شعر أن القرين عاود وسوسته الخبيثة، فيعاد برمجته وقمعه بنفس الطريقة. قال الله تعالى : {ومن يعش عن ذكر الرحمنِ نقيض له شيطانا فهو له قرين}. (الآية). فعلم النفس الطبي يسمون هذا برمجة العقل الباطن للتخلص من السلوكيات الخاطئة أي العلاج النفسي. ونحن المسلمين نسميه إضعاف القرين وخنس الشيطان بقراءة القرآن والصلاة. عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته. ولكي تبتعد عن القرين الخناس من الجنة والناس سلاحك هي الفاتحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قبل أن نخرج فأخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن؟ قال: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته (أخرجه البخاري). فأمر المستعيذ أن يتعوذ بهذه الصفات في قوله: {من شر الوسواس الخناس} وهو الشيطان الموكل بالإنسان فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزينّ له الفواحش، ولا يألوه جهدا في الخبال، والمعصوم من عصمه اللّه. وقد ثبت في الصحيح: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه) قالوا: وأنت يا رسول اللّه؟ قال: (نعم إلا أن اللّه أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير). وقد ثبت في الصحيحين (أن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا). إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا غفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس. فالعياذ بالله من القرين الخناس. تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وكل عام وقرائي الكرام بخير وعافية. للتواصل ((فاكس 6079343))