رغم اندثارها لأكثر من 40 عاماً، عادت السفن الشراعية والسنابيك إلى شواطئ محافظة أملج من جديد، وذلك بعدما أصر شيخ طائفة الصيادين أمين سنوسي وإخوته بناء 4 سفن شراعية إحياء لهذا التراث، وتجسدت الفكرة بعد ذلك في تنظيم مهرجان أملج التراثي البحري، الذي تنطلق فعالياته غدا باستعراض للقوارب الشراعية. وقال سنوسي ل"الوطن"، "إن السفن الشراعية والبنية التحتية لها كانت تصنع في أملج وكانت متوافرة من خشب وشلمان وأشرعة وفرمانات وباجتهاد مني ومن إخوتي اتفقنا على إحياء هذا الموروث البحري للسفن الشراعية، فصنعنا أربعا وبقي خمس قيد الإنشاء سينتهي العمل بها قريبا". ولم يخف العم أمين، أنه تم تصنيع تلك السفن لكي يعلم الجيل الجديد صعوبة ومشقة طلب الرزق سابقا قبل وسائل النقل الحديثة، مشيرا إلى أنه مع بدء الاستعداد لاستعراض القوارب الشراعية كان هناك حرص واضح من الشباب على السؤال الدائم عن محتويات تلك القوارب والركوب وتجربة العمل والإبحار بها. وبين شيخ طائفة الصيادين أن عدد السنابيك التي كانت تبحر من أملج قديماً بلغت أكثر من 150 سنبوكا كانت تحمل البضائع من ميناء أملج الحالي إلى مصر والسودان، لافتا إلى أن السفن الشراعية كانت قبل 40 عاماً هي وسيلة طلب الرزق وتصدر منها الأحياء البحرية من بصر ونهيد وصرمباك وصدف ونبات الشورى الموجود بكثرة داخل البحر والذي كان يستخدم وقودا، وأيضا الفحم كان من ضمن الصادرات الأساسية التي كانت توجد في منطقة سوق الرقعة. وأضاف أن السفن الشراعية كانت أيضا من أهم الوسائل لاستقبال الواردات من مواد غذائية من دخن وزيت وبصل وعدس وحلاوة طحينية وقصب السكر ويعمل عليها حراج فور تدقيقها من الجمرك الموجود بأملج آنذاك ومن ثم تحمل على الجمال والحمير إلى المناطق المجاورة لأملج. وقال العم أمين إن محافظة أملج تتهيأ لتكون مدينة سياحية لتنوع تضاريسها البرية والبحرية وكثرة الجزر التي يزيد عددها على 100 جزيرة ممتدة من منطقة العقلا شمالا وحتى الشبعان جنوبا، أهمها جزر الفوايدة وهي أطاويل وأم الملك وجزاية والمنقلب ومشعان وجزيرة جبل حسان أكبر جزر أملج وتتربع قبالة سواحلها بالإضافة إلى جزيرة أم سحر ومليحة وتأخذ مدة الإبحار لها من ميناء أملج 15 دقيقة. وطالب سنوسي الأجهزة المختصة بالاهتمام بشواطئ أملج باعتبارها من أهم عوامل الجذب السياحي، مشيرا إلى أن انتعاش هذه الشواطئ سيوفر العديد من فرص العمل للشباب. وحول وجود جماجم بشرية داخل جزيرة "أم الجماجم"، ذكر العم أمين كما سمع من قدامى البحَّارة أنه كان يوجد سنبوك محمل بالحجاج وغرق في الجانب المقابل لأملج، وتعرض عدد كبير ممن كانوا على متنه للوفاة داخل الجزيرة، وبقيت عظامهم حتى وقت قريب إلى أن وجه مفتي عام المملكة قبل 4 أعوام بدفن هذه العظام حفاظا على حرمة الميت. وقال العم أمين: "ذهبنا بمعيّة لجنة مشكلة ودفنا العظام الموجودة وكانت من بينها جمجمة وتم دفنها أيضا بمكانها".