حولت بداية الفريق التعاوني المخيبة هذا الموسم أحلام جماهيره إلى "كابوس" بعد أن كانت تتعشم في تكرار فريقها حضوره المتميز في نسخة دوري جميل الماضية وتحقيقه المركز الخامس وهو الأفضل له طوال تاريخه، فمنذ انطلاقة هذا الموسم لم يظهر الفريق عطاء يوازي ما قدم له وصرف عليه، فحتى نهاية الجولة السادسة لم يحقق سوى ثلاث نقاط من أصل 18 نقطة، رغم أن استعداده كان الأفضل بين الأندية بجانب الاستقرار المالي الذي يحظى به اللاعبين باستلام مستحقاتهم الشهرية بشكل منتظم. عمل كبير يمتلك التعاون لاعبين مميزين تم اختيارهم بعناية ووفق حاجة ورؤية فنية بحتة، بالاضافة إلى رباعي أجنبي يتكون من الكيني ديفيد، الأردني شادي أبو هشهش، السوري جهاد الحسين والكاميروني إيفولو، إلا أن النتائج لا تعكس إطلاقا حجم العمل والدعم المتوفر، فبعد بداية غير موفقة تعرض خلالها الفريق لخسارتين أمام العروبة 3-4 وهجر 0-2 وتعادل مع نجران سلبيا، استغنت الإدارة عن المدرب الجزائري روابح وأحضرت البرتغالي "جوزيه جوميز" الذي بدأ مسيرته مع الفريق بالخروج متعادلا أمام الرائد وعاد وخسر لقاءه الثاني أمام الفتح وتعادل في لقائه الأخير قبل توقف المسابقة أمام الفيصلي بهدفين لمثلهما، وهو ما دفع "جوميز" للتأكيد أكثر من مرة أن أمامه عمل كبير، رغم أنه أبدى رضاه عن عطاء لاعبيه أمام الفتح رغم الخسارة. علامات تعجب وتعيش جماهير التعاون حالة مضاعفة من القلق، وهي تدرك أن فريقها حتى الآن لم يلتق بأي من فرق المقدمة الكبيرة، متأملة في أن يخرج اللاعبون بنتيجة إيجابية أمام الشعلة في بريدة، يريح الفريق قبل أن يبدأ مواجهات تلك الفرق، بيد أن نفس تلك الجماهير تضع أمامها علامة تعجب عريضة جراء غيابها الكبير، فمن يشاهد تفاعلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يستغرب حضورها الضعيف والمخجل لمباريات الفريق التي خاضها على أرضه، أيضا عطاء بعض نجوم الفريق، تحديدا الثنائي إيفولو وجهاد الحسين، مايزال أقل من المأمول، فالأول عاد أمام الفيصلي مسجلا هدفين منحتا الفريق نقطة ثمينة خارج أرضه فيما فشل الثاني في صناعة أو تسجيل أي من الأهداف الست التي أحرزها التعاون في الجولات الماضية، حيث تمني جماهير التعاون النفس بأن يصنع الثنائي الفارق فنياً مما يحسن من وضع الفريق ونتائجه مستقبلا. ضغوط متزايدة ويبدو واضحا أن التعاون خلال المباريات التي خاضها حتى الآن، وباتفاق معظم النقاد الفنيين والمتابعين، ينقص لاعبيه التوفيق في ترجمة أدائهم إلى أهداف، فالفريق بحاجة إلى فوز واحد يعيد الثقة للاعبيه ويخلصهم من الضغوط التي هي أحد العوامل القوية وراء تردي النتائج، وهو ما شدد على أهميته لاعب الفريق السابق أحمد السكاكر، حيث أشار إلى أن "التعاون قدم مستويات مميزة في بداية الدوري ولم يحالفه التوفيق وتحديداً أمام العروبة وهجر، وتسببت خسارة تلك المباراتين في افتقاد الفريق لتوزانه وزيادة الضغوط على اللاعبين والجهاز الفني"، مضيفا "الفريق يضم لاعبين مميزين قادرين على صنع الفارق، وهم بحاجة لفوز واحد يعيد لهم الثقة ويبدؤون معه النتائج المميزة، ولن نغفل الدعم الجماهيري الذي أرى أنه تراجع بشكل كبير، وعودة الجمهور وحضوره بكثافة يعدان حافزا كبيرا للاعبين"، مشيدا بالعمل الكبير والدعم اللامحدود من اللجنة التنفيذية وإدارة النادي.