تعود عجلة دوري «عبداللطيف جميل» مجدداً للدوران بافتتاح الجولة الرابعة بعد فترة توقف قصيرة، التقطت بعض الأندية أنفاسها وأحدثت بعض التغييرات، تلافياً لأخطاء الجولات الثلاث الأولى، وفي أولى المواجهات يلتقي الرائد بجاره التعاون في «دربي» المنطقة، كما يحل هجر ضيفاً على الفيصلي في المجمعة. في «دربي» القصيم، يسعى كل فريق لدخول بوابة الانتصارات من الباب الأثمن، وتصحيح مسار فريقه على حساب المنافس التقليدي، مواجهة اليوم لا تعني خططاً تدريبية وتكتيكاً داخل الملعب، وإنما تمتد أبعادها للعوامل النفسية التي دائماً ما تحسم مثل هذه المواجهات، في ظل التنافس الكبير بين الفريقين، وتلعب إدارات الأندية دوراً بارزاً في تهيئة الجو المناسب للاعبين، وإبعادهم عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي لن ترض بأقل من العلامة الكاملة، وخطف أغلى ثلاث نقاط كفيلة بإعادة الفريق لتوهجه في الجولات المقبلة. الظروف متشابهه إلى حد كبير بين المعسكرين الأحمر والأصفر، إذ تقودهم طواقم فنية جديدة، بعد أن أقال الأول المقدوني كوستوف واستعان بمساعدة التونسي عماد السلمي، والأخير يعرف فريقه جيداً كما يعرف المنافس كونه يقضي موسمه الثاني مع الرائد، في مقابل تعاقد التعاون مع البرتغالي غوميز خلفاً للجزائري توفيق روابح. أصحاب الأرض يدخلون هذا اللقاء من دون نقاط بعد أن تلقى الفريق ثلاث خسائر متوالية، بداية من الفيصلي، ومروراً بالنصر، ونهاية بالعروبة، واستطاع أن يسجل هدفين، فيما استقبلت شباكه خمسة أهداف، والحال في التعاون ليس ببعيد، وإن كان أفضل حالاً من جاره، لامتلاكه نقطة وحيدة جاءت من تعادله الأخير أمام نجران، قبل أن يخسر من هجر والعروبة، ولم يستطع مهاجموه التسجيل في اللقاءين الأخيرين، بعد أن سجلوا ثلاثة أهداف دفعة واحدة في مباراة العروبة في افتتاح الدوري، واستقبلت شباكه ستة أهداف، ويعوّل مدرب الرائد التونسي عماد السلمي على ثنائي خط الهجوم المغربي حسن الطير والسنغالي بابا وايغو الشيء الكثير، في ترجمة الفرص السهلة لأهدف واستغلال مهارة الطير في تسديد الكرات الثابتة، ويتكفل الكاميروني أليكس مندومو بربط الخطوط الخلفية بوسط الملعب وإبطال هجمات الخصم، ولن يقلق السلمي على حراسة مرماه بتواجد أحمد الكسار، في الجانب المقابل، يدخل البرتغالي غوميز هذه المواجهة واختياراته لن تبتعد كثيراً عن التشكيل السابق للفريق، إذ سيعتمد على السوري جهاد الحسين في صناعة اللعب، والمهاجمين الكاميروني إيفولو وريان بلال في المناطق الأمامية، ويأتي في الساتر الدفاعي الأول محور الارتكاز الأردني شادي أبوهشهش إلى جانبه مدالله العليان، ويقود الدفاع الكيني ديفيد أوتشينغ، ويحسب لغوميز الأفضلية بالأوراق البديلة، بوجود لاعبين على دكة البدلاء لا يقلون عن القيمة الفنية لزملائهم الأساسيين، بوجود أحمد التركي وبدر الخميس وصالح المحيميد وعبدالرحمن الحربي. وفي المجمعة، يأمل أصحاب الأرض في مواصلة عروضهم اللافتة منذ بداية الدوري، والإطاحة بالضيوف وملامسة صدارة الترتيب، ومزاحمة أندية القمة، وسيرمي المدير الفني لفريق الفيصلي البلجيكي ديمول بكامل أوراقه الهجومية، متسلحاً بعامل الأرض والجمهور، لإلحاق هجر بالفتح والرائد، والوصول للنقطة التاسعة، استطاع ديمول أن يحدث تناغماً بين لاعبي فريقه، وترابطاً بين الصفوف، واللعب بطريقه جماعية، وهذا ما اتضح في المباريات السابقة، في الجانب الآخر يدخل الضيوف هذا اللقاء بانتصار وحيد أمام التعاون وخسارتين من الأهلي والشباب، هجر الضيف الجديد لدوري الكبار قدم في الجولات السابقة مستوى متفاوت من مباراة لأخرى، ولم تظهر هوية الفريق الهجراوي، إذ يعتمد مديره الفني التونسي ناصف البياوي على الأسلوب الدفاعي المحكم، وإغلاق جميع المنافذ.