أكد أخصائي الجهاز الهضمي والكبد والمناظير الدكتور نادر الجارحي في مستوصف النميص الطبي في أبها، أن نقص فيتامين "د" يعد واحدا من أهم المشاكل الصحية التي تواجه الكثيرين، وخاصة النساء اللاتي يعتبرن الأكثر عرضة لنقص هذا الفيتامين نتيجة لقلة التعرض للشمس، مشيرا إلى أنه لا توجد نسب محددة لأنها تختلف من دولة إلى أخرى طبقا لعاداتها وثقافتها، لذلك يسبب العديد من الأعراض على مستوى أعضاء الجسم المختلفة. وأضاف الدكتور نادر أن أسباب نقص هذا الفيتامين تناول الأدوية التي تسبب زيادة معدل "الإيض" داخل الجسم، ومنها بعض أنواع المهدئات وأدوية الصرع، لذلك يوجد أسباب متعددة لنقص فيتامين "د" والهام منها عدم التعرض للشمس المباشرة لفترات كافية وعدم تناول الأغذية الغنية بفيتامين "د" مثل: أسماك السالمون والسردين، كما هو الحال في الأشخاص النباتيين، وأيضا من أهم الأسباب لنقص فيتامين "د" هو مشاكل الجهاز الهضمي التي ينتج عنها خلل في امتصاص العناصر الغذائية الهامة ومنها فيتامين "د"، كما يحدث في حالات استئصال جزء من المعدة أو الأمعاء لأي سبب كان، فإن بعض الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى خلل في قدرة الكلى على تنشيط فيتامين "د" هي أيضا سبب لنقصه وأيضا المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن، وهذا النوع من المرضى يحتاجون إلى أدوية تحتوي على فيتامين "د" في صورته النشطة مدى الحياة. وأضاف الجارحي "على كل الأحوال فإن نقص فيتامين "د" يؤدي في النهاية إلى نقص امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وهو ما يؤدي إلى نقص الكالسيوم في الدم، مما يؤدي إلى زيادة في نشاط الغدة الجار درقية في محاولة منها لرفع مستوى الكالسيوم في الدم، وهذا يتم عن طريق زيادة معدل هدم العظام داخل الجسم، ولكن الجسم لا يستطيع الاستمرار على هذا الحال لو استمر نقص فيتامين "د"، وفي النهاية يفشل الجسم في الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الدم ويحدث نقص الكالسيوم وما ينتج عنه أمراض". أما عن الأعراض فأكد الدكتور نادر أن نقص فيتامين "د" يسبب العديد من الأعراض، منها: الشعور بتنميل في أصابع اليمين والقدمين والشفاه مع تقلص في العضلات وآلام بالعظام وشعور عام بالإرهاق، بالإضافة إلى حدوث أعراض أكثر خطورة وعنفا، منها هشاشة العظام والكساح، وبخاصة في الأشخاص المسنين، مما قد يسبب كسورا خطيرة وبشكل مفاجئ وبدون أسباب أو صدمات في مثل كسر عنق عظمة الفخد. وعن كيفية التشخيص لنقص فيتامين "د" يقول الجارحي إن أي شخص تعرض لبعض الأعراض السابقة يتم عمل تحليل له في الدم ليقيس مستوى فيتامين "د" والكالسيوم والفوسفات بالدم. وفي حالة ثبوت نقص فيتامين "د" من خلال هذا التحليل يعطى المريض علاجا يحتوي على الصورة النشطة من فيتامين "د"، مع ضرورة التعرض لضوء الشمس المباشر لفترات كافية وتناول الأطعمة التي تحتوي على هذا الفيتامين، وبعد عمل الفحوصات السابقة نجد نقص في فيتامين "د" والكالسيوم والفوسفات وزيادة في إفراز الغدة الجار درقية. وأكد الدكتور نادر أنه لا بد من الإشارة في البداية إلى أن مصادر فيتامين "د" متعددة، فمثلا فهو موجود في الألبان ومنتجات الألبان والزبد وصفار البيض والأسماك، إلا أن الجلد يبقى المصدر الأهم والأكبر، حيث يتكون فيتامين "د" من الدهون الموجودة تحت الجلد بعد التعرض المباشر لضوء الشمس التي تحتوي ما يسمى بالموجات فوق البنفسجية والتي تحول الدهون إلى مادة تسمى "كولي كالسيفرول" وهي صورة غير نشطة من فيتامين "د" والتي يتم لها تنشيط على مرحلتين، الأولى داخل الكبد، والثانية داخل الكلى وبهذا يتحول ال"كولي كالسيفرول" إلى صورة نشطة مسؤولة عن تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم. وبالنسبة للعلاج شدد الجارحي على إعطاء فيتامين "د" النشط بجرعة 1 2 ميكروجرام مع الكالسيوم بجرعة 500 1000 ملي جرام وذلك بشكل يومي لمدة 3 6 أشهر بالإضافة إلى التعرض للشمس.