من باب ضيق جدا يتنفس الصعداء أكثر من مليون عاطل ، يتطلعون بأعين تكاد تفيض من الدمع إلى شرفات موصدة على أمل أن تفتح ذات يوم. يكاد يختنق من أجل همهم الوطن الذي غرق بقطرات من عرق جبينهم أثناء الانتظار وإلى متى الانتظار؟ مثلهم كمثل الذي استوقد نارا من الآمال بعد أن نالوا شهاداتهم فلما أضاءت ما حولهم ذهبت وزارة العمل بنورها فتركتهم في ظلمات الفراغ يتخبطون. فلا نار ولا نور ولا حتى رماد. شبابنا أمانة وشهاداتهم ثمرات جهدهم ينبغي أن تقتطف في أوانها وإلا ستبور! فإن بارت شهاداتهم وسفهت أحلامهم فلا مناص من خيارين أما أن يصبح ذلك الشباب كالزرع الذي أغرق بالماء فأصبح هشيما تذروه الرياح. وإما أن تخلق تلك القنابل الموقوتة التي قد تنفجر ذات عشية. وعندها لن يجدي التفكير المتأخر بالحلول إلا إن كان الحل هو البتر ! فيا أولي الألباب كيف بفتاة حصلت على الماجستير بقسم الفيزياء لا تجد لها موقعا من الإعراب !ومن أين الصبر لمن تخصصت بالكيمياء وها هي تكمل عامها الخامس بلا عنوان ! وكيف بشاب تخرج من قسم اللغة الإنجليزية لم يجد له مقعدا إلا بجوار أمه ، نماذج مبكية ، وواقع مرير ، ودولاب العمر لا ينتظر. فيا أيها العابرون على قلوبهم. السائرون على أحلامهم ، ألم يأن لآمالهم أن تحقق؟!.