يسجل اللاعب الهلالي السابق والشبابي حاليا ماجد المرشدي كأحد أبرز النماذج الكروية التي تستحق التأمل، فبعد أن واجه انتقادات حادة وضغوطا كبيرة من قبل جماهير فريقه السابق بحجة التراجع الكبير في مستواه، وصلت إلى المطالبة بإبعاده في أكثر من مناسبة، انتهت مسيرته مع "الزعيم" في مطلع العام الحالي 2014 بتوقيع مخالصة قرر بعدها أن يحول وجهته من جنوبالرياض إلى شمالها، حيث معقل نادي الشباب، فوقع عقدا يمتد 3 سنوات، ونجح بسرعة في استعادة وهجه الذي تلاشى مع الفريق الأزرق وحجز موقعه في تشكيل "الليوث" الأساسي في أقل من شهر، حتى إنه توج تألقه بالعودة إلى المنتخب السعودي بعدما استدعاه أخيرا الإسباني "لوبيز" لصفوف "الأخضر" الذي خاض معسكرا قصيرا في لندن تحضيرا لدورة الخليج في نوفمبر المقبل. بداية متألقة بدأ "ابن الشمال" مداعبة الكرة مع فريق اللواء قبل أن ينتقل إلى الجبلين ومنه إلى الهلال عام 2004 في صفقة قادها عضو شرف الأخير، الأمير نواف بن محمد. ونجح المرشدي في فرض نفسه في القائمة الأساسية، خاصة بعد اعتزال المدافع السابق فهد المفرج، وفي عام 2009 قدم مع "الأخضر" مستويات لافتة في خليجي 19 في عمان، ونال جائزة أفضل لاعب في البطولة، ولم يكن حينها قد تجاوز عامه ال24، لتضع جماهير "الزعيم" آمالها على المدافع الشاب ليقود دفاع فريقها متطلعة لأن تكون هذه الجائزة دافعا له لتقديم الأفضل، بيد أن أداءه أخذ في التراجع ليقع تحت وطأة الضغوطات والانتقادات الجماهيرية المستمرة. خلافات ورحيل تعالت الأصوات المطالبة بالاستغناء عن المرشدي بعد تكرر هفواته التي لعبت الضغوط فيها دورا واضحا، ليدخل في خلافات مع مدير الفريق حينها سامي الجابر، وبعد أن استلم الأخير الدفة الفنية الموسم الماضي توقع كثيرون مغادرة المرشدي مباشرة، إلا أن ذلك لم يحدث، وإن لم يعد من الخيارات الأساسية، فبات أسيراً لدكة الاحتياط حتى أعلنت فترة الانتقالات الشتوية التوقيع مع المدافع الكوري السابق للشباب "كواك تاي" وبعدها بأيام قليلة "مخالصة" المرشدي مع الفريق "الأزرق" ليتجه نحو الشباب في صفقة لم تتفاءل جماهير الأخير بإتمامها حينها. رقم صعب لم ينتظر المرشدي طويلاً حيث استغل النقص الدفاعي في فريقه الجديد ونجح في تقديم مستويات لافتة وكان عاملا رئيساً الموسم الماضي في تأهل الشباب إلى دور ال16 في دوري أبطال آسيا وتحقيق كأس خادم الحرمين أمام الأهلي، معيدا للأذهان مستوياته الكبيرة وقدراته على مواجهة الخصوم، بجانب استفادته من طول قامته في إيقاف خطورة الكرات الهوائية. ومع مطلع الموسم الحالي وبعد توقيع الشبابيين مع المدافع الأردني طارق خطاب، توقع المتابعون عودة المرشدي إلى دكة الاحتياط أو تبادل الأدوار مع سياف البيشي للمشاركة بجانب القادم الجديد، إلا أن المرشدي خالف كل التوقعات ونجح في كسب إعجاب مدربه البرتغالي "مورايس"، وفرض نفسه أساسيا بداية بنهائي السوبر السعودي أمام النصر، ومن ثم في مواجهات دوري عبداللطيف جميل حتى الآن، مما دفع البرتغالي للإشادة به وبزميله سياف في أكثر من مناسبة، بل وكانت المفاجأة في مطالبته الإدارة الشبابية بإيجاد بديل أجنبي لخطاب في منطقة المحور، مكتفيا بالثنائي المرشدي والبيشي والبديل الشاب عامر هارون. مشكلة جماهيرية ولم تكن استعادة المرشدي لتألق بداياته مع الهلال بالأمر المستغرب، حيث أكد المدرب الوطني نايف العنزي، أن المرشدي يملك مقومات اللاعب الكبير وقدم مع الهلال مستويات كبيرة وحقق عددا من الألقاب، بعيدا عما وجده في الموسم قبل الماضي من حالة عدم الرضا من قبل الجماهير الهلالية، مبيناً "الضغوط التي يواجهها اللاعب تحد من طموحه بل وتنهيه، وللأسف فإن مشكلة معظم جماهير الأندية السعودية أنها تسير مع التيار دون تقييم منطقي للاعب، ولا تعرف كيف تحفز لاعبي فريقها وكثيرا ما تقابله باستهجان أو بإظهار عدم تقبلها له وما إلى ذلك حتى نصل لمرحلة المطالبة بإبعاده، وأحياناً ومن خطأ واحد في مباراة ما يتم تقييمها الكامل للاعب في موسم بأكمله، ومهما قدم بعدها لن تتقبله الجماهير". وأشار إلى أن من حسن حظ المرشدي أنه انتقل من ناد كبير إلى آخر كبير، بيد أن فريقه الجديد لا يعاني من ضغوط جماهيرية وإعلامية وهو ما جاء في مصلحة اللاعب، مؤكداً أن بيئة الشباب واللاعبين الموجودين في صفوفه تسهل لأي لاعب الاندماج معهم، مشدداً على أنه لا يوجد لاعب انتقل للشباب وفشل. تحدٍّ شخصي وكشف العنزي أن توفر ظهيري جنب مميزين في الشباب بجانب لاعبي وسط وتحديدا في منطقة المحور، ساعد المرشدي على تقديم مستوى كبير، والأهم من ذلك وجود الحافز لديه، وقال "المرشدي دخل في تحد مع نفسه، وهذه النقطة توافقت مع وجود لاعبين يساعدون على التأقلم سريعاً، وهو ما أخذ بيده ليستعيد مستواه، مشيراً إلى أن المرشدي في نصف موسم قضاه مع الشباب حقق بطولتين وهما حوافز ساعدته على تقديم نفسه من جديد. وبين أن المرشدي يتمتع بقدرة كبيرة على التعامل مع الكرات الطويلة، والقوة والتمركز الصحيح والخبرة الكبيرة، مشيراً إلى أن لعبه بالقدم اليسرى يعد ميزة له بالوجود في متوسط الدفاع الأيسر، وهو من اللاعبين الذين يملكون روحا عالية في الملعب وقتالية.