شهد متحف قصر الرئاسة الكازاخية بالعاصمة آسطنة أخيراً إطلاق أكبر معرض دائم للمصحف الشريف وللمخطوطات الإسلامية من مختلف العصور لتعريف رواد المتحف بالمخطوطات الإسلامية. يتضمن المعرض عدة مصاحف تعود لأكثر من 4 قرون من الزمان كما يضم نسخة من المصحف الشريف كان برفقة أول رائد فضاء كازاخي هبط على سطح القمر كما يضم المعرض مجموعة كبيرة من لوحات الخط العربي. يقام المعرض الذي يشهد إقبالاً كبيراً من زوار المتحف داخل القاعة الكبرى بالطابق الثاني بالقصر الرئاسي القديم بمدينة آسطنة الذي حوله الرئيس نور سلطان نزار باييف إلى متحف لمقتنيات رئاسة الجمهورية كشاهد على مرحلة إعادة بناء الدولة الحديثة ما بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتى السابق فى العام 1991. من جانبه أوضح المستشار الثقافى الكازاخى لدى مصر والمتخصص فى العلاقات الثقافية والتارخية بين بلاده والعالم العربي في تصريح ل"الوطن" أن بلاده التى كانت إحدى قلاع العلم فى التاريخ الإسلامي تمتلك ثروة هائلة من المخطوطات فى شتى مجالات العلوم والمعارف وقد كتب شطر كبير منها باللغة العربية وهناك جهود أكاديمية كبيرة تبذل لفهرسة وتحقيق هذه المخطوطات. يذكر أن كازاخستان هي إحدى أهم وأكبر جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وإحدى أكبر عشر دول في العالم من حيث المساحة الجغرافية (2,7 مليون كلم)، ويتراوح عدد سكانها ما بين 25 إلى 30 مليون نسمةً، تمثل قومية الكازاخ 43% من السكان ويعد الروس القومية الثانية في الدولة ويمثلون 30%، مع بعض الأقليات الأخرى، مثل التترية والكورية، وتقع كازاخستان في وسط آسيا، ويحدها جمهوريتا أوزبكستان وقيرغيزيا جنوباً، وجمهورية روسيا الاتحادية شمالاً، والصين شرقاً، وبعد الاستقلال دعمت الدولة حنين الشعب الكازاخي لدينه الإسلامي بإعادة فتح المساجد، وترمميها، وبناء مساجد جديدة في المدن والقرى، ودعم رغبة آلاف الكازاخيين لحج بيت الله الحرام، وإرسال مئات من الطلاب للدراسة في الجامعات الإسلامية في مصر والسعودية وتركيا لإعداد الدعاة إلى الإسلام، بالإضافة إلى إحياء الشعائر الإسلامية، وإعادة الاعتبار لبعض علماء المسلمين الذين اضطهدتم الشيوعية، واستمر إقبال المسلمين هناك على عمارة المساجد، وتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم، وإرسال العديد منهم للدراسة في جامعات إسلامية للعودة إلى البلاد، ورفع وعي الشعب الكازاخي بأصول دينه الحنيف.