ألمح بعض النقاد الرياضيين إلى أن نجم لاعب الفريق الكروي الأول عمر الغامدي أفل بعد انخفاض مستواه الفني، لكنهم سرعان ما عدلوا عن رأيهم عندما عاد اللاعب بقوة وبات رقما صعبا في تشكيلة الفريق، محققا أبرز البطولات مع "الليث" امتدادا لإنجازاته التي تحققت مع "الزعيم". بدأ عمر الغامدي (35 سنة) حياته الكروية في نادي الهلال وتدرج في الفئات السنية حتى وصل إلى الفريق الأول وحجز مكانه أساسيا منذ الظهور الأول له في 1997، وبعد ثلاث سنوات، وفي مطلع الألفية الأولى، انضم الغامدي للمنتخب السعودي ليسجل نفسه نجما في سماء الكرة السعودية، ويحوز على رضا المدربين العالميين الذين أشرفوا على الهلال والمنتخب السعودي. وشكل الغامدي بعد ذلك ثنائية مميزة مع اللاعب الدولي السابق خالد عزيز، تغنت بها الجماهير الهلالية كثيراً، إلا أن قدوم المحترف الروماني ميريل رادوي في 2009 أنهى ثنائية الغامدي وعزيز، وأبعد الغامدي عن المشاركة الأساسية، فظل حبيساً لدكة الاحتياط مما أسهم في تراجع مستواه ولم يعد يجد له مكاناً في التشكيل الهلالي، فظنت الجماهير الهلالية والسعودية أن نجوميته تلاشت ولم يعد لديه ما يقدمه.وبعد مرور سنة من معاناة الغامدي من البقاء على دكة الاحتياط، حان موعد انفصال النجم الذي ترعرع في الهلال عن الفريقه، حيث أعلنت إدارتا الهلال والشباب عن صفقة تبادل، انتقل بموجبها الغامدي إلى الشباب مقابل انتقال المهاجم وليد الجيزاني من الشباب إلى الهلال. وهنا لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعون أن تكون عودة الغامدي قوية خاصة في ظل وجود أكثر من اسم شاب في منطقة المحور. استعادة وهج رغم التقدم في السن إلا أن الغامدي نجح في لفت الأنظار إليه من جديد، مع أنه في الموسم الأول له مع الشباب، لم يكن يشارك أساسياً، ولكن في كل مرة يشارك فيها يحدث الفارق. في الموسم التالي، شارك الغامدي في أكثر من مباراة أساسياً وبات رقماً مهماً في الوسط الشبابي، بفضل عطائه الكبير داخل الملعب وخبرته الكبيرة في الملاعب التي أسهمت في جعله يتحكم في وسط الميدان ويشكل سداً قوياً أمام الدفاعات الشبابية، وبات أحد أهم الأسماء التي تسهم في بناء الهجمة الشبابية. وفي الموسم الماضي، نجح الغامدي في إحداث الفارق خاصة في الثلث الأخير منه خلال بطولة دوري أبطال آسيا 2014 وكأس خادم الحرمين الشريفين، حيث شكل قوة كبيرة في الوسط الشبابي إلى جانب أحمد عطيف وعبدالملك الخيبري. وعلى الرغم من ضعف الدفاعات الشبابية إلا أن الثلاثي الذي يقوده الغامدي بخبرة السنوات الطويلة نجح في الوقوف سداً منيعاً أمام هجوم الخصوم. ونجح الغامدي في بداية الموسم الحالي في إنقاذ المدرب الشبابي، البرتغالي مورايس الذي تورط بإصابة محور الإرتكاز عبدالملك الخيبري بعد نهائي السوبر فقام بواجباته على أكمل وجه وسد الثغرة التي خشي أن تكون نقطة ضعف الفريق لعدم وجود بديل للخيبري، إلا أن الغامدي قدم عطاء كبيراً في المحور الدفاعي إلى جانب أحمد عطيف، وشارك أساسياً في الثلاث مواجهات الأولى بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين أمام الخليج والفتح وهجر. وسجل الغامدي رقماً قياسياً في عدد البطولات التي يحققها لاعبون، متجاوزاً أساطير في الكرة السعودية، بعد أن حقق كأس السوبر السعودي مع فريقه الحالي الشباب من أمام النصر مطلع هذا الموسم. وشملت قائمة بطولات الغامدي كأس المؤسس 2000، والدوري السعودي 5 مرات 2002 و2005 و2008 و2010 ومع الشباب 2012، وكأس ولي العهد 7 مرات 2000 و2003 و2005 و2006 و2008 و2009 و2010، وكأس الأمير فيصل بن فهد ثلاث مرات 2000 و2005 و2006، وكأس الأندية الآسيوية الأبطال 2000 وكأس الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس 2002، وكأس السوبر الآسيوي 2000. كما فاز الغامدي مع فريقه ببطولة كأس الأندية العربية أبطال الكؤوس 2000، وكأس النخبة العربية 2001، وكأس السوبر السعودي المصري عام 2001. ومن بين الألقاب التي حصدها الغامدي كأس الصداقة الدولية 2000، وأكمل مسيرته ببطولتي كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس السوبر السعودي في عام 2014. روح وإخلاص أكد المدرب الوطني حمود السلوة أن الغامدي لاعب خبرة جيد جداً، قدم مع الهلال والشباب مستويات جيده، مرجعاً تذبذب المستوى الفني لأي لاعب إلى عدة أسباب، منها أسلوب وطريقة اللعب، والحالة النفسية له، ومستوى الفريق المنافس، والحالة البدنية والذهنية، مبيناً أن مثل هذه الحالات تمر على نجوم كثر. وأشار إلى أن وجود المحترف الروماني رادوي في الهلال كان إضافة فنية للاعبي الوسط الهلالي، موضحاً أنه ليس السبب في مغادرة الغامدي، بل إن الإدارة الهلالية كان لها أسبابها الفنية ورؤية المدرب الفنية آنذاك عززت القرار. وأوضح أن الغامدي من أكثر اللاعبين السعوديين إخلاصاً داخل الملعب، فهو يؤدي بروح عالية ويقدم مستويات مميزة رغم تقدمه في العمر، ومن اللاعبين المنضبطين والمحافظين على أنفسهم خارج الملعب، مشدداً على أنه يقدم مع الشباب مستويات كبيرة. وحول مشاركته أساسياً وفي بعض الأوقات بديلاً، قال السلوة "هذا القرار يعتمد على رأي المدرب بحسب استعداد وجاهزية اللاعب من الناحية النفسية والذهنية والبدنية ونوعية المباراة التي تتطلب وجود الغامدي أو الخيبري معاً، تبعا لأسلوب وطريقة أداء الفريق المقابل".