برعت المرأة السعودية بالآونة الأخيرة في خوض غمار الأعمال الصغيرة، وبدأت تؤسس بأعجوبة مشاريعها الخاصة، أيا كانت تلك المشاريع المتوافقة مع حالتها المعيشية، وبغض النظر عن المستوى الثقافي للمرأة السعودية إذ تسجل نجاحات عظيمة وقدرات هائلة في مجال الأعمال التي تؤسسها، متى ما منحت الفرصة وقليل من الدعم، حيث تتميز بإخلاص وفكر متوثب في الوصول إلى النجاح مع قدرتها على تحمل الفشل، ونتيجة لذلك طفت مؤخراً موجة من الأعمال التي يقمن بها السعوديات من منازلهن بانشاء مشاريع صغيرة جدا داخل منازلهن تتمثل في طهو الأكلات الشعبية والأطعمة. هذا العمل الذي بدأ تسجل فيه السعوديات منافسات قوية لقطاع المطاعم ويستهدفن الشركات وولائم رجال الأعمال والمناسبات الكبيرة، صار بمثابة تجارة رابحة ومغرية للكثير من الأسر التي باتت تسمى منتجة بفضل برامج الدعم المقدمة من هنا وهناك. وفي الوقت الذي يعتمد فيه الشباب المقيمون في الرياض على أكل المطاعم بنسبة 100% لا سيما العزاب منهم، إلا أن البعض من النساء النشطات تجاريا في العاصمة استغللن ذلك خير استغلال عبر إنشاء مشاريع صغيرة لطهو الأطعمة الشعبية بصفة عامة والكبسة السعودية بصفة خاصة إلى الشباب المفتقدين إلى نكهة الأطعمة المنزلية في تجمعاتهم واستراحاتهم، حيث لم يشكل ذلك عبئا على الأسر المنتجة في ظل ممارستهم لعاداتهم اليومية دون معاناة تذكر سوى زيادة الكميات. مهنة لا تتطلب منهن سوى تأمين عدد من الحافظات الكبيرة لكي يتم تخزين الأكل فيها وتوزيعه على الزبائن بشكل جيد، البعض منهن يستعن بأبنائهن في عملية إيصال المأكولات إلى المنازل وتحديداً سكن العزاب، بينما أخريات يتعاون مع سائقين لتوصيل الطلبات للزبائن الذين يتقاضون منهن أجر التوصيل. وأفصح كثير من الشباب عن ترددهم مؤخراً بشكل كبير على الطلب من تلك الأسر التي تمارس الطهو في المنازل وتسويقه، مبينين أنه يتم الحجز قبل يوم أو يومين ليتم تجيهز الطلب وإيصاله في الوقت المناسب. وفي حديث أم ناصر إحدى الأمهات التي تمارس بيع الأكل من مطبخها المنزلي، حيث تقول إنها كانت تعتمد بشكل كبير على راتب الضمان الإجتماعي، ولكن لاحظت بأن بناتها يكبرن وتكبر معهن احتياجاتهن من جميع مستلزمات الحياه، الأمر الذي جعلها تبتكر عملية بيع الأكل سواء للأهالي أو للعزاب، مؤكدة أنها وفرت كافة المتطلبات وبدأت تبيع للجيران حتى أصبح الطلب يزداد يوماً بعد يوم لتصبح جميع مبيعاتها عن طريق الحجز. وأكدت في حديثها ل"الوطن" أن دخلها اليومي يتجاوز 5 آلاف ريال في ظل بيع حافظات كبيرة الواحدة منها تتجاوز سعرها ال300 ريال، منوهة إلى أنها في ذات الوقت تقوم بتأمين جميع متطلبات الطبخة المقصودة وبالتالي تكاليفها تعد كبيرة. وتشير أم محمد إلى أنها كانت تعتمد على سمعتها عند الجيران والأقارب ولكنها أنشأت مؤخراً عن طريق إحدى بناتها حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي مما زاد من عملية دخلها على الصعيد اليومي والشهري.