يمهد جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدوان بري واسع على قطاع غزة بتدمير الأنفاق التي يخشى أن يستخدمها المقاومون الفلسطينيون لتفجير أو تنفيذ عمليات ضد الجنود الإسرائيليين عند دخولهم إلى القطاع، غير أن الاشتباكات المسلحة التي وقعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تشير إلى أن الاشتباكات الميدانية في الحرب المقبلة ستختلف عن سابقاتها في عامي 2012 و2009. لربما المشترك الوحيد في الحروب الإسرائيلية على غزة هو العدد الكبير من الضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين يسقطون ساعة بعد ساعة تحت آلاف الأطنان من القنابل التي تطلقها إسرائيل برا وبحرا وجوا، إذ قتلت 76 فلسطينيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. واستشهد 342 فلسطينيا وأصيب أكثر من 2000 منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في الثامن من الشهر الجاري. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين إسرائيليين على يد مجموعة كوماندوز فلسطينية تسللت إلى إسرائيل عبر أحد الأنفاق، ليرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى ثلاثة منذ بدء العملية البرية. وقال الجيش إن "الجنديين هما السرجنت أدار بيرساناو (20 عاما) من نهاريا، والميجور في الاحتياط عاموتز جرينبيرج (45 عاما) من هود هشارون". من جانبها قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس إنها قتلت خمسة جنود إسرائيليين أمس في هجوم نفذته قرب رفح في جنوب قطاع غزة. وقالت "تسللت مجموعة من قوات النخبة القسامية عبر نفق خلف خطوط العدو في منطقة الريان في محيط صوفا (جنوب شرق رفح) حيث باغت مجاهدونا العدو واشتبكوا معه من مسافة متر ونصف متر". وأضافت" أكد مجاهدونا قتل خمسة جنود بالرصاص ثلاثة منهم في الرأس واثنان في مناطق مختلفة من الجسم وعاد المجاهدون بسلام".وتسبب العدوان الإسرائيلي والدعوات المتكررة لسكان عدد من المناطق في القطاع لإخلاء منازلهم إلى زيادة عدد النازحين إلى ما يقارب 50 ألفا يقول، المتحدث باسم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كريس جانيس، إنه تتم استضافتهم في 34 مدرسة تابعة للوكالة. وبمقابل هذه المأساة فإن مسلحين من الفصائل الفلسطينية يشتبكون مع القوات الإسرائيلية في داخل قطاع غزة وخارجه في وقت يستمر فيه إطلاق الصواريخ بشكل مستمر على المدن والبلدات الإسرائيلية في إسرائيل. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى جرح 12 جنديا إسرائيليا، على الأقل، في اشتباكات مسلحة مع فلسطينيين في مواقع مختلفة من قطاع غزة. وشكل تسلل مجموعة من (حماس) إلى كيبوتس العين الإسرائيلي في منطقة مجلس محلي أشكول، جنوبي إسرائيل، والاشتباك مع دورية إسرائيلية هناك مفاجأة كبيرة للإسرائيليين. وقد أصيب 4 جنود إسرائيليين فيما استشهد فلسطيني واحد في الاشتباك الذي لم تكن إسرائيل تتوقعه في ظل حشد القوات الكبيرة على حدود قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم حتى الآن تجنيد 53200 من جنود الاحتياط للمشاركة في العدوان البري على غزة. وأعلن مقتل بدوي وإصابة 4 من البدو إثر سقوط صاروخ أطلق من غزة على منطقة قريبة من مدينة ديمونا، في النقب جنوبي إسرائيل. في غضون ذلك قالت الإذاعة الإسرائيلية إن محللين إسرائيليين يرجحون أن تكون القيادة الإسرائيلية قد ناقشت مرحلة ما بعد العدوان على غزة بما في ذلك فرض حكم عسكري على القطاع أو أجزاء منه بغية منع الجهات الفلسطينية من استعادة قدراتها، ناقلة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهذا الاحتمال، وأنه قام باستدعاء العشرات من جنود الاحتياط من وحدات الحكم العسكري، إضافة إلى أكاديميين متخصصين في مجال الحكم والإدارة المدنية. سياسيا تستمر المساعي في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة إذ سعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناع المسؤولين الأتراك باستخدام علاقاتهم مع (حماس) من أجل إقناعها بقبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. وترفض حماس حتى الآن المبادرة المصرية. معابر القطاع - معبر بيت حانون (إيريز) يقع شمالي قطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة ويستخدم لمرور الأفراد، ولكن فقط في حال الحصول على تصريح من الجانب الإسرائيلي، كما ويستخدمه الدبلوماسيون الأجانب للتنقل من وإلى غزة. - معبر المنطار (كارني) شرق مدينة غزة تحت السيطرة الإسرائيلية ويستخدم لمرور السلع التجارية بين إسرائيل وغزة. - معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) على الحدود المصرية - الفلسطينية - الإسرائيلية تحت السيطرة الإسرائيلية ويستخدم لعبور البضائع إلى غزة. - معبر الشجاعية (ناحال عوز) شرق غزة، تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة ويستخدم لإدخال الوقود إلى القطاع. - معبر رفح جنوب قطاع غزة على الحدود بين غزة ومصر، تحت السيطرة المصرية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ويستخدم لتنقل الفلسطينيين بين غزة ومصر. - معبر القرارة (كيسوفيم) في خان يونس وهو مغلق الآن.